Hukar Muhtal Amriki Mai Girma
هوكر المحتال الأمريكي العظيم: شخصان في واحد
Nau'ikan
بائعة الزوج
إيفا كروس سيدة غنية تعد ثروتها بالملايين، وتعيش وحدها عيشة الأمراء في منزلها الفخيم بين منازل الأغنياء في زاوية الشارع 35 والأفنيو الخامس (الأفنيو هو الشارع الطويل)، وعاشت كل عمرها عازبة؛ لأنها لم تجد من تحبه الحب الكافي لكي تتزوجه؛ فكانت تكتفي بعشرة من تروق لها عشرته من الشبان الذين تعرفت بهم، وكان الذين يعرفونها يلقبونها «بالمفتونة»؛ لأنها كانت ولوعة بعشرة الشبان، وكان بعضهم يلعبون عليها أدوارا مضحكة لسذاجتها وبساطة قلبها، ومثل إيفا كروس كثيرات.
والظاهر أن حب جاك هوكر ملأ قلبها حتى لم يعد يسع حبا، وتدفق مع دمها وغلغل في عروقها، فلما افترقت عنه كانت تردد قوله: «الرجل صوت والمرأة صدى.» وقالت في نفسها : «إذا صحت هذه القاعدة - ولا بد أن تكون صحيحة - فلا بد أن جاك يحبني حبا شديدا - كما يقول - وإلا لما كنت أحبه، وبالتالي لا يمكن أن تكون امرأته تحبه؛ لأنه لا يمكن أن يحبها ويحبني معا، وعليه لا بد أن أنجح في فصلها عنه بأي الطريق ولو ملكتها نصف ثروتي، وأنا أعلم أن المرأة تبيع زوجها بثوب وقبعة، أفلا تبيع مسز هوكر - زوجها - بألوف الريالات؟!»
في الساعة الأولى بعد ظهر اليوم التالي، كانت مسز هوكر في منزل مس إيفا كروس، فاستقبلت هذه تلك بترحاب وابتسام قائلة: أشكر لطفك في تلبيتك دعوتي، متى وصلك كتابي يا مدام؟
أجابت: بالطبع وصلني منذ ساعة تقريبا؛ لأني حالما قرأته تأهبت للقدوم إليك، كما كتبت لي، وأسرعت ما استطعت؛ فعسى أن يكون خيرا. - إن شئت فخير، أو ويل لكلينا.
فقالت مسز هوكر مستهجنة هذا الجواب: إن كان الأمر يتوقف على مشيئتي فلا أريد إلا الخير لكلينا. - نعم، يتوقف على مشيئتك. - ماذا تبغين يا عزيزة؟ - إن ما أبتغيه شيء عظيم وصعب، ولا ينيلنيه أحد غيرك. - إن كان في وسعي فأفعله بسرور. - هو في وسعك إذا شئت. - إذن مري مس كروس فأفعل. - تعرفين المثل السائر «الشغل شغل»، أريد منك أمرا ولكن بثمن. - نعم! - الذي أريده شيء عظيم. - لا نختلف على الثمن، فماذا تريدين؟ - أريد أن تبيعيني زوجك.
فانتفضت مسز هوكر في مكانها حتى رأت إيفا انتفاضها فاختلجت معها، أما تلك فلم تجب، بل كان احمرار وجهها جوابا، فقالت هذه ثانية: أريد أن أشتري زوجك بلا مساومة، ثمنيه فأدفع ثمنه نقدا الآن، فأجابت مسز هوكر متغيظة: هل استدعيتني يا مس كروس إلى منزلك لكي تهينيني؟! - كلا يا عزيزتي، ما من إهانة في ذلك، بل أنت تعلمين أن حب المال في أميركا فوق كل حب، فإذا كنت أعرض عليك مالا بدل زوجك، فأكون عارضة عليك أعظم محبوب عند البشر - إله البشر اليوم - إلهي وإلهك؛ فأية إهانة في ذلك؟! - تفضلي أن لا تتمادي في هذا الموضوع؛ فما زوجي قبعة حتى أبيعه وتشتريه. - لكل شيء في الدنيا ثمن؛ فللقبعة ثمن، وللخاتم ثمن، وللعقد ثمن، وللكلب ثمن. - ما زوجي بشيء من ذلك حتى يثمن بثمن؛ فأقصري. - ألا تسمعين القول السائر: «معك ريال فتساوي ريالا»؟ فللرجل إذن ثمن أيضا، فلا تستهجني الأمر يا صديقتي، اطلبي الثمن.
فقاطعتها تلك قائلة غاضبة جدا: إذا لم تقصري حديثك جرت بيني وبينك موقعة هائلة هنا.
وكانت مسز هوكر قد تحمست جدا، ووقفت وهمت أن تهجم على مس كروس، أما تلك فلم تتحرك من مكانها، بل بقيت تترجح في كرسيها الهزاز وتبتسم، فقالت لها: اقعدي يا مسز هوكر يا حبيبتي اقعدي، الظاهر أنك لا تزالين تعولين على العواطف أكثر من المال، فدعينا نتكلم في الموضوع من وجه آخر.
فقالت مسز هوكر: كفاني هوانا عندك يا مس كروس، كفى.
Shafi da ba'a sani ba