مهلا يا «برياندر»! هل ينسى الطاغية القاسي من «كورنثة»؟ من بلغ الذروة في القسوة؛ ولهذا احتاج إلى الحرس الخاص؟
المؤرخ :
وكان قوامه ثلاثمائة من حملة الدروع والحراب.
بيرياندر :
أتذكرون صرامتي وتنسون عدلي؟ لقد حرمت على المواطنين أن يكون لهم عبيد. نهيتهم عن تبديد الوقت في اللهو والفراغ، وأوجدت لكل منهم عملا. أعلنت الحرب على الترف وعاقبت المتسكعين في الأسواق. لم أثقل على الناس بالضرائب، واكتفيت بما نحصله من السوق والميناء. وزعت أراضي النبلاء على الفقراء. لم أتخط حدود العدل، ولم أتعد على إنسان، وكرهت الشر وألقيت القوادات بقاع البحر! أنسيتم كيف صالحت بين أهل «ميتيلينه» (تحت قيادة بيتاكوس)، وأهل «أثينا» (تحت زعامة فرينون)، عندما تصارعا على ملكية «سيبايون»، ففصلت بينهم بالحق، واحتفظ كل منهم بما كان يملكه؟ لقد ازدهرت في عهدي التجارة والحضارة. يكفي أن الشاعر «أريون» كان صديقي!
المؤرخ : «أريون الميثميني» من أهالي «لسبوس»؟ من تمت في عهدك معجزته؟ أشجى الأصوات غناء فوق القيثار، وأول من أنشد شعر «الديثيرامب» وسماه، وقدم جوقته فوق المسرح في «كورنثة»؟ لا لن ينساك التاريخ ولن ينساه. لن ينسي معجزته التي رواها علينا أبو التاريخ إذ استقل مركبا كان عليها قراصنة ولصوص، تآمروا عليه عندما ظنوه يخفي الكنوز، مع أنه لم يكن يملك إلا قيثاره! وانطلق يغني؛ عل غناء الشاعر يسكت فيهم نزعات الشر. جاء الدلفين صديق الإنسان على صوت غنائه، وسرعان ما ألقى الشاعر بنفسه على ظهره، فحمله إلى البر، ورسا به على رأس تانياروس.
المؤرخ :
لا لم ينس التاريخ ... وكذلك يذكر قولك: «كل شيء يرجع إلى المران.» لكن سؤالا يحضرني الآن.
خيلون :
قبل سؤالك، هل يمكن أن تهمل اسمي؟ أم تهمل تحذيري: «إن ضمنت غيرك حلت بك المصائب»؟ أو لم يبن أهالي أسبرطة لي المعبد في الطريق من المغزل إلى أبواب المدينة؟
Shafi da ba'a sani ba