<43> قال الحبر: هذا بعض صفات النبي الذي لا مختلف عليه، الذي على يديه ظهر للجمهور اتصال اللاهوت بهم، وأن لهم ربا يدبرهم كيف شاء، وبحسب طاعتهم وعصيانهن أيضا، وكشف الغيب وأعلم كيف كان حدث العالم، وانساب الناس قبل الطوفان، وكيف انتسبوا إلى آدم، ثم الطوفان، ونسب السبعين أمة إلى سام وחם وיפת أولاد نوح، وكيف تفرقت اللغات، وحيث سكنوا، وكيف أنشئت الصنائع وبنيت المدن، والتاريخ من آدم إلى هلم جرا.
<44> قال الخزري: وهذا غريب إن كان عندكم تاريخ متحقق لخلقة العالم.
<45> قال الحبر: بل بذلك نؤرخ، لا اختلاف بين اليهوديين في ذلك من الخزر إلى الحبشة.
<46> قال الخزري: فكم تعدون اليوم.
<47> قال الحبر: أربعة آلاف وخمس مائة، وتفصيلها مشروح من عمر آدم وشيث وأنوش إلى نوح، ثم سام وعبر إلى إبراهيم، ثم إسحاق ويعقوب إلى موسى ע"ה. وهؤلاء على اتصالهم لباب آدم وصفوته، ولكل واحد منهم أولاد كالقشور لم يشبهوا الآباء، فلم يتصل بهم أمر إلهي فضبط التاريخ بالإلهيين، وكانوا أفرادا لا جماعات، حتى أولد يعقوب اثنا عشر سبطا كلهم يصلحون للأمر الإلهي، فصارت الإلهية في جماعة، وبهم التاريخ، فنحن نحمل تاريخ من تقدمهم عن موسى ע"ה، وندري ما من موسى إلى هلم.
<48> قال الخزري: هذا التفصيل يبعد الظن السوء من الكذب والاصطلاح، إذ مثل هذا لا يتفق عشرة عليه دون أن يتخاذلوا ويكشفوا سر اصطلاحهم، أو يدفعوا قول من يحقق عندهم مثل هذا، فكيف جماهير عظيمة والتاريخ قريب، لا يتسع للكذب والافتراء.
<49> قال الحبر: نعم وإبراهيم بعينه حضر في تفريق اللغات، وبقي هو وقرابته بلغة עבר جده. وبذلك تسمى عبرانيا. وجاء موسى ע"ה بعده بأربع مائة عام، والدنيا في أحفل ما كانت من تمكن العلوم السماوية والأرضية، وورد على فرعون وعلماء مصر وعلماء بني إسرائيل المواقفين له، والباحثين عليه الذين لم يصدقوا تصديقا تماما ان الله يخاطب البشر، حتى اسمعهم خطابه بالعشر كلمات. هكذا كان قومه معه ليس من جهلهم، بل من علمهم مخافة الحيل من العلوم السماوية وغير ذلك مما لا يثبت عند التفتيش كالدلس، والامر الإلهي كالذهب الابريز، يزيد في الخبر للدينار دينارا. فكيك يتخيل ان يصور عندهم ان اللغات قبلهم بخمس مائة سنة كانت لغة עבר وحدها. وتفرقت في بابل في أيام פלג، ونسب أمة كذي وأمة كذي إلى سام وأمة كذي إلى חם، وبلادهم كذي وكذي، هل يصح ان يكون اليوم أحد يصور عندنا كذبا في انساب ملل مشهورة وفي قصصهم ولغاتهم، ويكون خبره دون خمس مائة عام.
<50> قال الخزري، هذا محال، وكيف ونحن نجد العلوم بخطوط واضعيها منذ خمس مائة عام، وخبر من كان اليوم خمس مائة عام لا يجوز الكذب على مشهوراته مثل الانساب واللغات والخطوط؟
<51> قال الحبر، فكيف لا يناقض موسى فيما أتي به وقومه مطالبوه فضلا عن غيرهم؟
<52> قال الخزري، هذه مقبولات قوية ممكنة.
Shafi da ba'a sani ba