238

Hudud and Ta'zir in Ibn al-Qayyim's Thought

الحدود والتعزيرات عند ابن القيم

Mai Buga Littafi

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثانية ١٤١٥ هـ

Nau'ikan

الكذب، يراد به أمران. أحدهما: الخبر غير المطابق لخبره. وهو نوعان: كذب عمد.
وكذب خطأ.
وكذب العمد معروف.
وكذب الخطأ مثل كذب: أبي السنابل بن بعلك (١) في فتواه للمتوفى عنها إذا وضعت حملها أنها لا تحل حتى يتم لها أربعة أشهر وعشرًا.
فقال النبي ﷺ (كذب أبو السنابل) (٢) .
ومنه قوله ﷺ (كذب من قالها) لمن قال (حبط عمل عامر حيث قتل نفسه خطأ) (٣) .
ومنه: قول عبادة بن الصامت ﵁ (٤) (كذب أبو محمد) حيث قال (الوتر واجب) (٥) .
فهذا كله من كذب الخطأ. ومعناه (أخطأ) قائل ذلك.
والثاني من أقسام الكذب: الخبر الذي لا يجوز الإخبار به، وإن كان خبره مطابقًا لمخبره. كخبر القاذف المنفرد برؤية الزنا، والإخبار به فإنه كاذب في حكم الله وإن كان خبره مطابقًا لمخبره. ولهذا قال تعالى (٦) (فإذ يأتوا بالشهداء.

(١) أبو السنابل: هو ابن بعلك- على وزن جعفر- ابن الحارث القرشي صحابي مشهور (انظر: الإصابة لابن حجر ٤/ ٩٦- التقريب له أيضًا ٢/ ٤٣١) .
(٢) هذا مشهور بحديث سبيعة الأسلمية ﵂، انظر: صحيح البخاري مع فتح الباري ٩/ ٤٦٩. وقد رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
انظر: ذخائر المواريث للنابلسي ٤/ ١٩٠.
(٣) عامر: هو بن سنان الأسلمي المعروف بابن الأكوع. وقصة قتله في خيبر (انظر: الإصابة لابن حجر ٢/٢٤١) .
(٤) عبادة: هو ابن الصامت الأنصاري الخزرجي ﵁ مات سنة ٣٤ هـ. وقيل غير ذلك (انظر: الإصابة لابن حجر ٢/ ٢٦٠) .
(٥) انظر: سنن أبي داود ٢/ ١٣٠.
(٦) الآية رقم ١٣ سورة النور.

1 / 247