يعتاد المرء على كل شيء بمرور الوقت. بعد عام أو عامين، لم أعد أريد قتلها وبدأت أتعجب منها. فقط أتعجب. ولساعات في بعض الأحيان في ما بعد الظهيرة يوم الأحد أو في المساء عندما أرجع إلى المنزل من العمل، كنت أستلقي على سريري بكامل ملابسي باستثناء الحذاء، وأتعجب من أمر النساء. لماذا هن هكذا، وكيف أصبحن على ما هن عليه، وهل يفعلن ذلك عن عمد؟ يبدو أنه من أكثر الأمور رعبا السرعة الشديدة التي تذبل بها بعض النساء بعد الزواج؛ فكما لو أنهن قد عشن لغرض واحد فقط، وبمجرد تحقيقه يذبلن مثل الزهرة التي نثرت بذورها. ما يحبطني حقيقة هو الاتجاه الكئيب من الحياة الذي ينطوي عليه الأمر. إذا كان الزواج مجرد خدعة مكشوفة - أوقعت بك المرأة فيها ثم التفتت لك وقالت: «الآن أيها الوغد أمسكت بك، وستعمل من أجلي بينما أستمتع أنا بحياتي!» - فلن أمانع كثيرا. ولكن لا شيء من هذا يحدث، فالنساء لا يردن أن يحظين بأوقات جيدة، بل يردن فقط أن يتهدلن في منتصف العمر بأقصى سرعة ممكنة. وبعد المعركة المروعة من أجل الحصول على رجل والزواج منه، تسترخي المرأة نوعا ما، ويختفي كل شبابها وجمالها وطاقتها وبهجتها في الحياة بين ليلة وضحاها. كان هذا ما حدث مع هيلدا. إنها تلك التي اعتقدت أنها فتاة رقيقة وجميلة - وفي الواقع كانت كذلك بالفعل في بداية معرفتي بها - ذلك الكائن الذي يفوقني رقيا، وخلال ثلاث سنوات فقط أصبحت امرأة في منتصف العمر كئيبة وعديمة الحيوية. لا أنكر أنني كنت جزءا من المشكلة؛ ولكن بصرف النظر عمن كانت ستتزوج، فلم يكن ليختلف الوضع على الإطلاق.
ما تفتقده هيلدا - اكتشفت ذلك بعد أسبوع تقريبا من زواجنا - هو بعض المرح في الحياة، أي قدر من الاهتمام بأشياء؛ لا لشيء إلا لأنها تجدها مشوقة. إن مبدأ فعل شيء لأنك تستمتع به هو أمر يصعب عليها فهمه. لم أكتشف الحال الحقيقي لعائلات الطبقة المتوسطة الفقيرة هذه إلا من خلال هيلدا. الحقيقة الأساسية عنهم هي أنهم قد فقدوا كامل حيويتهم بسبب قلة المال. في مثل تلك العائلات، التي تعيش على المعاشات والمرتبات السنوية الصغيرة - أي على الدخول التي لا تزداد أبدا بل تقل عادة - فإن ثمة شعورا بالفقر ومسح بقايا الطعام بقشور الخبز والتفكير أكثر من مرة قبل صرف أقل المبالغ يزيد على ما تجده لدى أي عائلة من عمال المزارع، ناهيك عن عائلة كعائلتي. كانت هيلدا تقول لي عادة إن الشيء الأول تقريبا الذي يمكنها تذكره هو الشعور المروع بأنه لم يكن لديهم قط ما يكفي من المال لأي شيء. بالطبع في مثل ذلك النوع من العائلات، تكون قلة المال دائما في أسوأ حالاتها عندما يكون الأطفال في عمر المدرسة. وعلى هذا الأساس يكبرون، خاصة الفتيات، بأفكار راسخة بأن المرء دائما يعيش في ضنك، وأنه يجب أن يكون بائسا بسبب ذلك.
عشنا في بداية زواجنا في شقة صغيرة وضيقة، وواجهنا صعوبة في العيش على راتبي. بعد ذلك، عندما نقلت إلى فرع غرب بلتشلي، كانت الأحوال أفضل. ولكن سلوك هيلدا لم يتغير؛ إذ كانت دائما لديها ذلك الشعور الكئيب المروع تجاه نقص الأموال، فاتورة الحليب، فاتورة الفحم، الإيجار، مصاريف المدرسة! عشنا حياتنا كلها معا على نغمة أننا «في الأسبوع التالي سنكون في ملجأ للفقراء». لا أعني أن هيلدا بخيلة، بالمعنى العادي للكلمة، ناهيك عن أنها ليست أنانية؛ فحتى عندما يكون معنا بعض النقود المدخرة التي يمكننا إنفاقها، أجد صعوبة في إقناعها بأن تشتري لنفسها بعض الملابس اللائقة. ولكن لديها هذا الشعور بأنه يجب على المرء أن يعيش في قلق مستمر بسبب نقص المال، أي أن تعيش في أجواء من الكآبة بسبب الإحساس بالمسئولية. ولكنني لست مثلها؛ فلدي موقف ينتمي أكثر إلى الطبقة العاملة تجاه المال؛ إذ إن الحياة خلقت لكي نعيشها، وإن لم نكن سعداء الأسبوع التالي، حسنا، فالأسبوع التالي ما زال بعيدا. ما يصدمها في الواقع هو أنني أرفض أن أشعر بالقلق، وهي دائما تدينني لهذا السبب، فتجدها تقول: «ولكن يا جورج! لا يبدو أنك مدرك للأمر! ليس لدينا مال على الإطلاق! إن الأمر في غاية الخطورة!» وتحب الدخول في نوبة هلع لأن شيئا أو آخر «خطير». ومؤخرا، أصبحت تمارس تلك الخدعة: عندما تكون مكتئبة من شيء، تحدب كتفيها وتطوي ذراعيها أمام صدرها. إذا وضعت قائمة بملاحظات هيلدا خلال اليوم، فستجد أن أهم الملاحظات تتمثل في ثلاث عبارات؛ «لا يمكننا تحمل نفقة ذلك»، و«إنه توفير كبير»، و«لا أعلم من أين سنحصل على المال من أجل ذلك». إنها تفعل كل شيء لأسباب سلبية. عندما تعد كعكة، لا تفكر في الكعك، وإنما في كيفية إنقاذ الزبد والبيض من التلف. وعندما أكون معها في السرير، فكل ما تفكر فيه هو تجنب الحمل. وإن ذهبت إلى السينما، تتلوى سخطا طوال الوقت على ثمن التذكرة. أما طريقتها في تدبير المنزل، مع كل التأكيد على «استهلاك الأشياء» و«إصلاح الأشياء»، فلو كانت أمي قد رأتها لأصابتها بتشنجات. على الجانب الآخر، لم تكن هيلدا متكبرة على الإطلاق، فلم تنظر لي باحتقار قط؛ لأنني لست من النبلاء، بل على العكس، كنت من وجهة نظرها أقرب إلى اللوردات في عاداتي. ونحن لا نذهب إلى أي مطعم إلا ونخوض شجارا هامسا مروعا؛ لأنني أعطي النادلة بقشيشا كبيرا. ومن الغريب أنه في السنوات القليلة الماضية، أصبحت بلا شك من الطبقة المتوسطة الدنيا أكثر مني في رؤاها وحتى في شكلها بوجه عام. بالطبع كل هذا «التوفير» لم يؤد إلى أي شيء، فهو لا يؤدي إلى شيء أبدا؛ إذ نعيش على نحو جيد أو سيئ كما يعيش الآخرون في شارع إلزمير. ولكن القلق المستمر حول فاتورة الغاز وفاتورة الحليب والسعر المرتفع للزبد وأحذية الطفلين ومصاريف المدرسة لا يتوقف. الأمر أشبه بلعبة مع هيلدا.
انتقلنا إلى غرب بلتشلي عام 1929، واشترينا منزلنا في شارع إلزمير في العام التالي قبل مولد بيلي بقليل. وبعدما أصبحت مفتشا، كنت أتغيب عن المنزل كثيرا وكانت لدي فرصة أكبر أن أقابل نساء أخريات. بالطبع كنت خائنا، لا أقول إنني كذلك طوال الوقت، ولكن حيثما تسنح الفرصة. من المثير للدهشة أن هيلدا كانت تشعر بالغيرة؛ فمن ناحية، باعتبار أن مثل تلك الأمور لا تعنيها كثيرا، لم أتوقع أن تهتم بالأمر. ولكن ككل النساء اللاتي يشعرن بالغيرة، فإنها أحيانا ما تمكر مكرا لا يمكنك التفكير في أنها قادرة عليه. في بعض الأحيان، تكاد الطريقة التي تكتشف بها الأمر تجعلني أومن في التخاطر، ناهيك عن درجة الشك نفسها التي تكون لديها حتى عندما لا أكون قد ارتكبت أي ذنب، فأنا دائما موضع شك بشكل أو بآخر، على الرغم من أنني، يعلم الله، في السنوات القليلة الماضية - السنوات الخمس الماضية على أي حال - كنت بريئا تماما؛ فما باليد حيلة إن كنت في مثل بدانتي.
وإجمالا، أعتقد أنني وهيلدا لسنا أسوأ حالا من نصف أزواج شارع إلزمير تقريبا. أحيانا كنت أفكر في الانفصال أو الطلاق، ولكنك في وضعنا لا تقدم على تلك الأشياء؛ لأنك لا يمكنك تحملها. ثم يمر الوقت وتقلع عن المقاومة. عندما تعيش مع امرأة خمس عشرة سنة، يصبح من الصعب أن تتخيل حياتك من دونها، فقد أصبحت جزءا من مسيرة الحياة. ربما تجد أشياء لا تعجبك في الشمس والقمر، ولكن هل تريد تغييرهما بالفعل؟ إلى جانب ذلك، كان لدينا طفلان، والأطفال هم «حلقة الوصل»، كما يقولون، أو «الرباط»، أو بالأحرى فإن علاقتك بهم تصبح كالثقل والقيد.
تعرفت هيدا مؤخرا على صديقتين رائعتين، السيدة ويلر والآنسة مينس. السيدة ويلر أرملة، واستشففت أن لديها أفكارا قاسية تجاه الرجال؛ إذ يمكنني أن أشعر بحركاتها الاستنكارية عندما أدخل عليهن الغرفة. إنها سيدة صغيرة البنية ذابلة، وتعطيك انطباعا غريبا بأنها كانت هكذا طوال عمرها بهيئتها الشاحبة العجوز، ولكنها مليئة بالطاقة. ولديها تأثير سيئ على هيلدا، لأن لديها الحماس نفسه «للتوفير» و«إصلاح الأشياء»، ولكن بطريقة مختلفة بعض الشيء؛ فهو معها يأخذ شكل الاعتقاد بأنه يمكنك أن تقضي وقتا جيدا دون دفع المال؛ فهي دائما تكتشف طرقا غير مكلفة للشراء والتسلية. بالنسبة لأشخاص كهؤلاء، لا يعنيهم ما إذا كانوا يريدون الشيء بالفعل أم لا؛ فكل ما يعنيهم هو ما إذا كان بإمكانهم الحصول عليه بثمن بخس. في أوقات تخفيضات بواقي المتاجر الكبيرة، تكون السيدة ويلر دائما في مقدمة الصفوف؛ وأقصى دواعي فخرها أن تخرج دون أن تشتري أي شيء بعد جولة من الصراع العنيف حول طاولات البيع طوال اليوم. أما الآنسة مينس، فهي مختلفة عن ذلك تماما، فهي بالفعل حالة يرثى لها، مسكينة هي الآنسة مينس. هي امرأة طويلة ونحيفة في الثامنة والثلاثين من عمرها تقريبا، ذات شعر أسود كالجلد اللامع ووجه جميل جدا وباعث على الثقة. وهي تعيش على دخل ثابت وصغير نوعا ما، معاش سنوي أو ما شابه، وأتخيل أنها من بقايا مجتمع غرب بلتشلي القديم منذ كان بلدة قروية صغيرة قبل تعاظم البناء في الضاحية. يبدو جليا أن والدها كان من رجال الدين وأنه قمعها بشدة في حياته. إنها من المنتجات الفرعية الخاصة للطبقات المتوسطة، هؤلاء النساء اللاتي ذبلن قبل حتى أن يتزوجن ليفررن من منازل عائلاتهن. إن الآنسة مينس المسكينة العجوز، على الرغم من كل تجاعيدها، لا تزال تماما كالأطفال؛ فلا يزال عدم الذهاب إلى الكنيسة مغامرة كبيرة بالنسبة لها، ودائما ما تهمهم حول «التقدم الحديث» و«الحركة النسائية»، ولديها تلهف غريب لفعل شيء تسميه «تطوير ذهنها»، فقط هي لا تعلم بالتحديد كيف تبدأ فيه. أعتقد أنها في البداية قد صاحبت هيلدا والسيدة ويلر لشعورها الشديد بالوحدة، ولكنهما الآن تصطحبانها أينما ذهبتا.
يا له من وقت ذلك الذي يقضينه معا هؤلاء الثلاث! أحيانا أكاد أحسدهن. السيدة ويلر هي الروح القائدة؛ فلا يمكنك أن تفكر في أي نوع من أنواع الحماقات، إلا وتجدها قد جذبتهما إليه في وقت أو آخر؛ أي شيء من الثيوصوفية إلى اللعب بالخيوط، طالما يمكنك فعله دون أن تتكلف الكثير من المال. تحمسن كذلك لعدة أشهر لعلوم التغذية، وحصلت السيدة ويلر على نسخة مستعملة من كتاب بعنوان «الطاقة الإشعاعية»، الذي يدعي أنه ينبغي عليك أن تعيش على الخس وغيرها من الأشياء التي لا تكلف المال. بالطبع راق هذا لهيلدا، التي بدأت على الفور في تجويع نفسها، وقد كانت ستجرب الأمر معي ومع الأطفال كذلك، ولكني استخدمت سلطتي لمنع الأمر. بعد ذلك جربن العلاج عن طريق الإيمان، ثم فكرن في تمرين الذاكرة؛ ولكن بعد العديد من المراسلات، اكتشفن أنهن لن يستطعن الحصول على الكتيبات مجانا، الأمر الذي كان فكرة السيدة ويلر. ثم جربن الطبخ في صناديق التبن المعزولة، ثم جربن شيئا كريها يسمى نبيذ النحل، الذي كان من المفترض ألا يكلفهن شيئا على الإطلاق لأنه يصنع من الماء؛ ولكنهن أقلعن عن ذلك عندما قرأن مقالا في الصحيفة يقول إن نبيذ النحل يسبب السرطان. بعد ذلك، انضممن لأحد نوادي السيدات التي تنظم رحلات للمصانع؛ ولكن بعد حسابات كثيرة، قررت السيد ويلر أن الشاي المجاني الذي تعطيه المصانع لهن لا يعادل ثمن العضوية. أيضا تمكنت السيدة ويلر بعد جهد من التعرف على شخص يمنح تذاكر مجانية للمسرحيات التي تنتجها بعض الجمعيات المسرحية. عرفت أن الثلاثة جلسن لساعات للاستماع لمسرحية رفيعة المستوى لم يتظاهرن حتى أنهن فهمن منها شيئا - ولم يستطعن حتى أن يخبرنك باسم المسرحية - ولكنهن شعرن بأنهن كن يحصلن على شيء بلا مقابل. وصل الأمر إلى أنهن جربن استحضار الأرواح؛ إذ تعرفت السيد ويلر على وسيط روحاني فقير كان معدما، لدرجة أنه عقد لهن جلسات بثمانية عشر بنسا حتى يتمكن من الاطلاع على الغيب مقابل ستة بنسات في المرة. رأيته مرة عندما جاء إلى منزلنا لعقد إحدى جلسات استحضار الأرواح، وكان شيطانا عجوزا متوعك الصحة، ومن الواضح أنه كان في رعب قاتل من أثر الهذيان الارتعاشي الذي كان مصابا به. وكان يرتعش بشدة لدرجة أنه عندما كان يخلع معطفه في الردهة، أصيب بنوبة من التشنج وسقطت لفافة من الشاش من رجل بنطاله. تمكنت من إعادة دسها في بنطاله قبل أن تراني السيدات. وقد علمت أنهم يستخدمون الشاش في صنع الإكتوبلازم، وأظن أنه كان ذاهبا إلى جلسة استحضار أخرى بعد ذلك؛ فلا يمكن أن يتجلى لك الأموات بثمانية عشر بنسا. إن أكبر اكتشافات السيدة ويلر في البضع السنوات الأخيرة هو نادي كتاب اليسار. أعتقد أن أخبار نادي كتاب اليسار وصلت غرب بلتشلي عام 1936، وقد انضممت إليه بعدئذ بقليل، وكان تقريبا الوقت الوحيد الذي يمكنني تذكر أنني كنت أنفق المال فيه دونما اعتراض من هيلدا؛ إذ ترى أنه من المعقول بعض الشيء أن تشتري كتابا إن تمكنت من الحصول عليه بثلث ثمنه الأصلي. إنها امرأة غريبة حقا. حاولت الآنسة مينس بالتأكيد قراءة كتاب أو كتابين، ولكن ذلك ما كان ليحدث مع المرأتين الأخريين؛ فلم يكن لهن أي صلة مباشرة مع نادي كتاب اليسار أو أي فكرة عما كان يقدمه. في الواقع، أعتقد أن السيدة ويلر في البداية ظنت أنه شيء له علاقة بالكتب التي تترك في عربات السكة الحديدية ويبيعونها للناس بأثمان قليلة. ولكن ما كن يعلمنه جيدا هو أنه بإمكانهن الحصول على كتب قيمتها سبعة شلنات وستة بنسات بنصف كراون فقط، ولذا يقلن دائما إنها «فكرة جيدة». بين الحين والآخر، يعقد فرع نادي كتاب اليسار اجتماعات ويسمح للناس بالحديث، وتأخذ السيدة ويلر دائما الاثنتين الأخريين معها. إن لديها حماسا للقاءات العامة من أي نوع، شريطة أن تكون دائما في مكان مغلق ومجانية. يجلس الثلاثة كقطع الحلوى؛ فلا يعرفن موضوع الاجتماع ولا يشكل لهن أي اهتمام، ولكنهن يشعرن بشعور غريب، خاصة الآنسة مينس، وهو أنهن يطورن من فكرهن، وأن ذلك لا يكلفهن شيئا.
حسنا، تلك هي هيلدا. ها قد رأيت ما هي عليه. إجمالا، أعتقد أنها ليست أكثر سوءا مني. أحيانا عندما كنت في بداية زواجنا، كنت أشعر أنني أريد أن أخنقها، ولكن بعد ذلك وصلت إلى مرحلة عدم الاهتمام. ثم أصبحت بدينا ومستكينا. لا بد أننا كنا في عام 1930 عندما أصبحت بدينا. حدث الأمر فجأة كما لو أن كرة مدفع قد ضربتني وعلقت بداخلي. تعلم ذلك الشعور؛ حيث تذهب في إحدى الليالي إلى السرير، ولا زلت تشعر أنك شاب بشكل أو بآخر، وتتطلع للفتيات وغيرها من الأمور؛ ولكن في الصباح التالي تستيقظ بوعي تام بأنك مجرد رجل بدين عجوز مسكين، ليس أمامه شيء ليفعله قبل وفاته سوى أن يكد لشراء أحذية لأطفاله.
نحن الآن في عام 1938، وفي كل ترسانة في العالم يثبتون السفن الحربية لحرب أخرى، والاسم الذي صادفت رؤيته في عناوين الصحف قد حرك في الكثير من الذكريات التي من المفترض أن تكون قد ماتت منذ عدة سنين مضت، والتي لا يعلم عددها إلا الله.
الجزء الثالث
Shafi da ba'a sani ba