33
تعرفت عليات على حامد في بيت منى زهران بالزمالك. كانت دعوة للعشاء حضرتها سنية وعليات، وشهدها حامد باعتباره شقيق سالم زوج منى. ومن بادئ الأمر اهتم حامد بعليات اهتمام إعجاب. وأول الفتاتين إلى محطة الباص، وفي أثناء الطريق أعلن عن رغبته في مقابلة عليات؛ لمزيد من التعارف. وهو ما شجعت عليه سنية، فتم الاتفاق على ذلك. وتقابلا عند الأصيل في ميدان طلعت حرب، وسألها أين تفضل أن يجلسا، فاقترحت دار الشاي الهندي، ربما لتفاؤلها بها بعد أن جمعت بين منى وسالم. وكانت معلوماته عنها لا بأس بها، مثل درجتها العلمية ووظيفتها بالشئون الاجتماعية، وغير ذلك من المعلومات التي اعتقدت أن منى بلغتها إياه. ودهشت وهو يحدثها عن وظيفته البسيطة بسكرتارية مؤسسة، التي لم تتناسب مع حديثه الذكي المثقف. سألته: من أي كلية؟
فقال بلا ارتياح: الثانوية العامة فقط!
فارتبكت قليلا، وقالت: الحق أنك مثقف جدا. - ذاك شيء آخر.
وقرأ في عينيها تساؤلات تداريها بأدبها، فقال: عقب حصولي على الثانوية العامة اعتقلت!
فتساءلت باهتمام: لم؟
فقال ضاحكا: بتهمة الشيوعية!
فنظرت إليه بحب استطلاع وإشفاق، فقال: لم أكن شيوعيا عندما اعتقلت بتهمة الشيوعية. - ذلك مؤسف بقدر ما هو غريب.
فقال باسما: بقدر ما أنت جميلة!
وساءلت نفسها: كم مرة سمعت هذه الجملة، ولكن كم مرة قيلت لوجه الجمال وحده؟ قالت: لا تبالغ. - من أول نظرة شعرت بأنه سيكون لك معي شأن.
Shafi da ba'a sani ba