أتبغضين يوم الفراق، ما أبشعه! أتبغضينه؟
أتذكرينني يا لوعتي، أتذكرين من بجلك؟
أتذكرين من حباك، ومن بحبه جلك؟
ولكن هل الحب الصادق هو الحب الوحيد الذي قد تبقى له في نفس المحب ذكرى؟
فالحياة الحقة لا تكون إلا حيث يكون الحب الصادق الذي يملأ النفوس قوة وأملا، ويجعلها تشعر بلذة الحياة بالرغم مما يكتنفها من متاعب وآلام.
فالحب الصادق هو الذي يسمو بصاحبه ويرتفع به إلى حيث الطهر والشرف والعفاف، إلى المجد وإلى العظمة وإلى الزعامة، أما الحب الكاذب فهو الذي يكون لابتغاء لذة طارئة والتماس منفعة زائلة، وإرضاء نزعة مادية جامحة.
ولعل أبدع ما قيل في هذا الصدد قول بوسايد: «دام الحب زمنا طويلا في العصور الخالية؛ لأن وجوه النساء كانت تبدو بعد غسلها كما كانت قبل الغسل!»
وعلى أية حال فإذا اجتمع الحب والصدق، كان الحب هو المتقدم؛ لأنه تاج يضيء ببهاء على جبين الصدق والإخلاص، وقد تناول الشعراء والفلاسفة الصدق في الحب وكتبوا عنه كثيرا من الأقوال:
فقال «توماس مدلتون»:
الحب كله نار، ومع ذلك فهو بارد دائما،
Shafi da ba'a sani ba