لهذا تتراكم حولنا
قمم الزمان، وأحب الأحباب
يسكنون قريبا،
منهكين فوق جبال متباعدة،
10
أعطنا إذن أيها الماء البريء،
أيتها الأجنحة أعطنا
أن نعبر إليها بحس عميق الوفاء
ثم نعود.
ليس في استطاعتنا كما قلت أن نقدر عظمة هذا الشعر إلا إذا وضعناه في سياق العمل الكامل، ونظرنا إليه كحجر في معبد ضخم، وهو أمر يخرج عن حدود هذا الكتاب الذي لا يريد إلا أن يكون تمهيدا لقراءة الشاعر والإلمام بمأساة حياته. ولعل هذه المرحلة المتأخرة من حياته أن تكون مفترق الطريق الخطر أو القمة الوحيدة التي بدأت عندها تتفتت وتنحدر إلى الهاوية. ولعله قد أحس بهذا فأخذ يتدبر مصيره ويفكر في قدر حياته وشعره على السواء. إن هذه العبارة الموجزة تصور علاقته بشعره أدق تصوير: «أردت أن أغني الغناء الخفيف، غير أنني لا أوفق أبدا إليه ...»
Shafi da ba'a sani ba