Hobbit Da Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Nau'ikan
3
ربما يكون كل هذا صحيحا، وربما كان الأكويني سيعترف به؛ فحين تحدث عن الطمع (أو «الجشع» في التراجم التقليدية)، كان يشير إلى سمة خلقية متطرفة بطبيعتها؛ أي غير متوازنة وضارة. وقد كان يركز على الحالة الداخلية لروح الشخص الجشع، وليس على آثار السلوك الجشع على المجتمع. كما أنه لم ينكر أن الطمع، شأنه شأن الحسد أو الفخر، أحيانا ما يخلف نتائج جيدة في العالم.
وبحسب الأكويني، يعد الطمع من الرذائل، أو مثلبة خلقية، لسببين: أنه يتعدى على واجبنا في حب جيراننا، ويتعدى على التزامنا بحب أنفسنا.
4
بعبارة أخرى، الطمع رغبة أو نزعة مبالغة؛ لأنه يميل إلى إلحاق تأثيرات ضارة بالآخرين وبأنفسنا.
لنتأمل كيف يمكن للطمع أن يؤذي الآخرين. أدرك الفلاسفة قبل زمن طويل أن الحب المفرط للثروة يعد سببا أساسيا للحرب، والعنف، والجريمة، والاستغلال، والفساد، والأضرار البيئية. كم عدد الحروب التي اندلعت بسبب غنيمة أو نهبة؟ وكم عدد الجرائم التي كان الدافع وراءها رغبة في كسب غير مشروع؟ وكم عدد النظم الاجتماعية الاستغلالية التي بنيت على أساس من الجشع والطمع؟
كتب القديس توماس مور (1478-1535) في رائعته الكلاسيكية «يوتوبيا»، أنه لو ألغي المال، «فما أكثر الجرائم التي يمكن اقتلاعها من جذورها! ... الاحتيال، السرقة، السطو، المشاجرات، المشاحنات، الاضطرابات، جرائم القتل، الخيانة، القتل بالسم، ومجموعة كاملة من الجرائم ... كل ذلك كان سيختفي في الحال. لو اختفى المال، فسيختفي معه الخوف، والاضطراب، والقلق، والعناء، والأرق».
5
والمشكلة، حسب اعتقاد أفلاطون (حوالي 428-348ق.م) لا تقتصر على نظم اجتماعية أو اقتصادية بعينها، بل تمتد جذورها إلى طبيعة الإنسان ذاتها؛ فقد لاحظ خلال فتراته المضطربة أن:
من واقع حب شره للذهب والفضة، سوف ينحني كل إنسان لأي فن أو اختراع، سواء أكان مناسبا أم غير مناسب، على أمل بلوغ الثراء؛ ولن يبدي أي اعتراض على القيام بأي عمل سواء أكان خيرا أم آثما وفي غاية الخسة والدناءة، فقط لو امتلك القدرة - مثل حيوان متوحش - على أكل وشرب كل أنواع الأشياء، وضمن لنفسه بكل الطرق إشباع شهوته.
Shafi da ba'a sani ba