Hobbit Da Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Nau'ikan
يوجد خطان يتشابكان معا في مفهوم الكوزموبوليتانية؛ أحدهما هو فكرة أن لدينا التزامات تجاه الآخرين، التزامات تتجاوز هؤلاء الذين تربطنا بهم روابط القربى والدم، أو حتى الروابط الأكثر رسمية مثل المواطنة المشتركة. أما الخط الآخر، فيتمثل في كوننا لا نأخذ على محمل الجد قيمة حياة الإنسان فحسب، بل أيضا حيوات بشرية معينة؛ مما يعني الاهتمام بالممارسات والمعتقدات التي تضفي عليها أهمية ومدلولا. إن الأشخاص العالميي الأفق يعرفون أن الناس مختلفون، وهناك الكثير لنتعلمه من اختلافاتنا ... وأيا كانت التزاماتنا تجاه الآخرين (أو التزاماتهم تجاهنا)، فغالبا ما يكون لهم الحق في التصرف كما يحلو لهم. وكما سنرى، ستكون هناك أوقات سوف يتضارب فيها هذان المبدآن الساميان؛ الاهتمام بالاختلاف المشروع واحترامه. فهناك وجه للكوزموبوليتانية لا تكون فيه اسما للحل، بل اسما للتحدي.
8
يعجبني بشكل خاص اعتراف أبياه ب «التحدي» الذي ينطوي عليه وجود التزام ما تجاه الآخرين وتقدير اختلافاتهم. وقبل أن نبحث في قضيتين فلسفيتين أكثر عمقا، لنلق نظرة على التحديات التي واجهها بيلبو. (3) الأقزام بوصفهم «الآخر»
يتعلم بيلبو تقبل الأقزام وجاندالف ، وإن كان التقبل لا يعني الاتفاق؛ فهو يختلف مع الأقزام حول مختلف أنواع الأمور الحيوية، ولكن المهم أنهم يتمكنون من العمل والتعاون معا. قد يكون بيلبو يسعى وراء مخبأ كنز التنين على سبيل التسلية والمزاح، وقد يكون الأقزام يستردون كرامة مليكهم، وربما يكون لدى جاندالف مبرر أكثر شمولية لخوض المغامرة. ليس مهما أن كلا منهم لديه أسباب مختلفة للخروج في رحلة البحث، ما داموا جميعا يخوضون التجربة معا؛ فهم يتعلمون أن يحترم كل منهم طباع الآخر من خلال الألفة، والسكنى معا، ومشاركة الوجبات.
كان الأقزام أقصر من البشر، ولكنهم أطول من الهوبيت؛ إذ كان طولهم يزيد قليلا على أربع أقدام. كذلك يتفوق الأقزام على الهوبيت من حيث امتلاء الجسم والوزن؛ فقد جعلهم العمل في المناجم الجبلية أقوياء وأصلابا، فتجدهم يتحملون مشقة العمل، ويفاخرون في المعارك، ويقاومون الألم. للأقزام الذكور لحى طويلة تطوى داخل أحزمتهم التي تحمل معاطف العمل حول خصورهم. وهم يصنعون العجائب في الأعمال المعدنية، والبناء، والنقش على الحجر، ويتغنون بقصص عن الذهب المفقود وكنوز ملوك الأقزام في الماضي السحيق. وهم يقدرون الجمال الطبيعي للكهوف وكذلك القصور التي تبنى بالجهد والعمل الشاق.
9
تنعكس حياة الشقاء والكد التي يحياها الأقزام في «لغتهم المتحفظة»؛
10
فباستخدامهم أقل القليل من المجاملات في حديثهم، لا يهدر الأقزام وقتهم في اللغو؛ فلديهم عمل للقيام به، فهلا تفضلت بالذهاب بعيدا؟ تأمل أول لقاء لبيلبو بأحد الأقزام حين يفتح الباب متوقعا لقاء جاندالف ليجد بدلا منه «قزما ذا لحية زرقاء مطوية داخل حزام ذهبي، وعينين لامعتين تحت قلنسوته الخضراء الداكنة. وما إن فتح الباب حتى دفعه للداخل، كما لو أن حضوره كان متوقعا. وراح يعلق معطفه ذا القلنسوة على أقرب مشجب، وقال بانحناءة بسيطة: «داولين في خدمتك!»».
11
Shafi da ba'a sani ba