Hobbit Da Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Nau'ikan
12
لعله أيضا قد تعلم شيئا مهما بشأن الإبطاء من مشيته.
تعد التحولات الدينية أمرا شائعا في تاريخ التمشيات الرائعة. فسواء كان صعود موسى إلى جبل الطور في سيناء، أو طواف مسلمي العصر الحالي في دوائر بطيئة حول الكعبة في مكة، فإن معظم الأديان الكبرى في العالم ، إن لم يكن كلها، تبرز أشكالا من السير يتخللها قدر كبير من التأمل والتدبر. ومثلما يقول جيف نيكلسون، مؤلف كتاب «فن المشي المفقود» بامتعاض: «لا أعرف كثيرا عن الآلهة، ولكن يبدو أنها تحب أن يمارس المؤمنون بها الكثير من المشي.»
13 (2) السير من أجل الشفاء
يمكن أن يساهم المشي في إنقاذ حياة مثلما قيل لنا. فكلنا تقريبا، في وقت ما، إما مارسنا المشي من أجل قضية ما، وإما ساندنا أصدقاء أو زملاء لنا فعلوا ذلك من أجل إحداث فارق في العالم. وحده الجوبلن الذي يعيش بدون ضوء الشمس هو من كان سيعارض بشدة أن يهب المرء وقته أو ماله لقضية نبيلة. ولكن نيكلسون يثير نقطة مهمة هنا؛ إن العلاقة بين عمل الخير والمشي متوترة قليلا حين تفكر بشأنها بشكل جاد؛ «إنها توحي بأن المشي نشاط غريب وخارج عن نطاق المألوف، وغاية في الندرة، حتى إن الناس لا يمارسونه إلا من أجل المال، حتى لو كان هذا المال قد ذهب إلى قضية نبيلة.»
14
غير أن المشي ينقذ الأرواح بالفعل؛ فقد أنقذ حياة ثورين حين قام سموج لأول مرة بمهاجمة الجبل الذي كان زاخرا بجواهر الأقزام المنقوشة يدويا وألعابهم. ولم تفر سوى قلة مختارة من سعير سموج عن طريق التسلل من الباب الجانبي السري. ولكن كانت هناك مجموعة أخرى من الأقزام لم يكونوا بحاجة لخريطة سحرية لإخراجهم من مخبأ الكنز؛ فقد كان الأقزام المرافقون لثورين قد ابتعدوا بالفعل عن الذهب والفضة حين بدأ هجوم التنين.
وكما يوضح ثورين: «لقد كنت مغامرا ممتازا في تلك الأيام، دائم التجوال، وكان ذلك سببا في إنقاذ حياتي في ذلك اليوم.»
15
لم يكن ما أنقذ حياة ثورين هو المشي في حد ذاته، بل الكيفية التي قاده بها للخروج من نفس شراك الطمع التي أوقعت معظم أصدقائه الصغار الأكثر أنانية (وأوقعت ثورين فيما بعد حين اختار الجلوس على ذهبه في الجبل الوحيد بدلا من الخروج مثل بيلبو).
Shafi da ba'a sani ba