Hobbit Da Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Nau'ikan
إن الأماكن والأشخاص بينهما رباط حميم، مثلما أدرك تولكين على نحو متعمق حين قال في معرض حديثه عن «سيد الخواتم»:
8 «لقد بدأت بخريطة من منطلق الحكمة، وجعلت القصة تتناسب معها.» والأشخاص الذين يتفهمون ارتباطهم بمكانهم غالبا ما يكونون أكثر عقلانية وإدراكا وأقل شعورا بالانفصال والعزلة. ولكن الروابط التي تجمع المرء ببيئته المباشرة نادرا ما تؤسس في لحظة؛ فمثل هذه العلاقات تستغرق وقتا، وغالبا ما تتطلب سنوات من المشي عبر الحي الذي يقطنه المرء.
في «سيد الخواتم»، كان تري بيرد المنتمي إلى الإنتس هو من يعلم بيبين وميري أن يبطآ من سرعتهما ولا يتعجلا: «الأسماء الحقيقية تروي قصص الأشياء.» كان تري بيرد يوجه الهوبيتين الشابين، مدركا أنهما لم يستوعبا لغته الإنتية القديمة: «إنها لغة جميلة ، ولكن الأمر يستغرق وقتا طويلا للغاية لقول أي شيء بها؛ لأننا لا نقول أي شيء بها، ما لم يكن هذا الشيء يستحق أن نستغرق وقتا لقوله ونستمع له.» ولا يبدأ تري بيرد حتى في الإنصات إلى قصة الهوبيتين إلا بعد أن يسيرا سبعين ألف خطوة إنتية ويتجرعا «رشفة طويلة وبطيئة» من شيء يشبه ماء نهر إنتووش.
9
والمحادثة الجيدة، مثل التمشية الجيدة، تستغرق وقتا. فمن يتعجلون في السير ومن يسرعون في الحديث ترتبك أفكارهم كثيرا جدا. كان تولكين نفسه يفضل السير البطيء، وأحيانا ما كان يثير انفعال رفاقه الأكثر سرعة بالتوقف لمشاهدة الأزهار والأشجار. وعن تولكين، قال سي إس لويس، مؤلف «سجلات نارنيا» ذات مرة: «إنه رجل عظيم، ولكنه لا يتبع نمط مشيتنا. فلا يبدو قادرا على السير والحديث في آن واحد؛ فهو يسير ببطء ثم يتوقف تماما حين يكون لديه شيء مثير يرغب في قوله.» كان خطأ لويس أنه كان يسير أسرع مما ينبغي؛ فقد كان واحدا ممن «لا تأخذهم هوادة في السير» مثلما كان تولكين يطلق عليهم.
10
لقد كان تري بيرد أكثر من كانوا يتبرمون من ذلك.
يمكن للتمشية أن تفضي إلى التغير بمجرد أن يتعلم المرء كيف يسير ببطء. في سبتمبر عام 1931، بينما كانت رواية «الهوبيت» لا تزال في شكلها المبدئي كمسودة، ذهب تولكين في تمشية أخرى مع لويس وصديق له يدعى هوجو دايسون، الباحث في تراث شكسبير.
11
مضى الثلاثة يجوبون ممشى أكسفورد أديسون عبر ضفاف نهر تشيرويل بالقرب من كلية ماجدالان، واستمرت بينهم مناقشات حول العلاقة بين الخرافات والحقائق حتى الثالثة صباحا. بعد أن غادر تولكين عائدا إلى منزله، واصل لويس السير مع دايسون حتى الرابعة صباحا، وبعد ذلك بفترة وجيزة، مر بتحول ديني غير حياته.
Shafi da ba'a sani ba