Hobbit Da Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Nau'ikan
11
إذن فالمبدأ الأسمى للطاوية هو طبيعتنا الحقيقية والأصيلة. وتعلمنا الطاوية أن علينا أن نتبع الطاو خاصتنا، أن نتبع رحلتنا، على نحو يتسق مع هذا المبدأ الأسمى. وتكشف رواية «الهوبيت» عن شخصيات تسلك سبلا شاقة وضارة بشكل بحت؛ فحين يصر ثورين في عناد على الاحتفاظ بالذهب والفضة والجواهر بالكامل، ما الذي يجعل طريقه محل شك؟ إن طمعه ليس طريق الطاو بشكل واضح، وهو ما يمنعه من التوافق مع طبيعته.
لنتأمل سموج؛ إذا كانت نزعة سموج هي امتلاك الكنز والاستمتاع بامتلاكه، فهل بذلك يثري الطاو وينميها؟ بالطبع لا ؛ لأن نزعته شيء وطبيعته الحقيقية شيء آخر، فنزعته من النوع الذي يطمس ال «تي»، أي قوة الطاو، بينما الطبيعة الحقيقية لكل الأشياء الحقيقية هي التصرف بما يتوافق مع الطاوية.
نحن بحاجة هنا للاستقصاء والتحري بمزيد من العمق. ما المقصود حقا بالتصرف على نحو متناغم مع الطاو؟ لماذا تعتبر طرق معينة مثل طريقة ثورين، ونزعات معينة مثل نزعة سموج، مزيفة ولا تستحق اتباعها؟ (2) طريقة أخرى للتفكير في الطريق: أساتذة الطاوية السبعة
لنتأمل رواية «الهوبيت» في ضوء واحدة من قصصي المفضلة عن الطاوية؛ وهي قصة «أساتذة الطاوية السبعة». كتبت هذه القصة حوالي عام 1500 إبان حكم أسرة مينج (1368-1644)، وتلقي الضوء على رحلات الحكيم الطاوي وانج شوانج يانج ومريديه السبعة في سعيهم لاكتشاف الذات وغرس الطاوية وتنميتها.
في إحدى وقائع القصة، يلتقي وانج باثنين من المتسولين يدعيان جولد إز هيفي (بمعنى الذهب ثقيل)، وإمبتي مايند (بمعنى خاوي العقل)، ويصطحبهما معه إلى المنزل ويطعمهما. كان المتسولان مجهولين بالنسبة له، وكانا في الحقيقة حكيمين من حكماء الطاوية متنكرين، وقد صارا مخلدين بعد أن قاما بغرس الطاوية وتنميتها. ينبهر وانج ببساطتهما وعزوفهما عن الأشياء المادية والأمور الدنيوية، وبعد أن يلبي حاجاتهما، يتبع وانج المتسولين عبر جسر غامض صعودا إلى ممرات جبلية منحدرة إلى أن وصلوا أخيرا إلى بحيرة صافية، وهناك يناول إمبتي مايند وانج سبع زهرات لوتس ويوصيه بأن يعتني بها برقة ولطف؛ إذ إنها أشباح سبع أرواح قدر لها أن تكون مريديه.
12 (3) جولد إز هيفي
يرتبط اسم هذا المخلد الطاوي، جولد إز هيفي، بقصتنا بشكل جلي؛ فحين يواجه بيلبو سموج، يحاول التنين أن يخضع بيلبو لسحره بزرع الشكوك حول مهمة استعادة الذهب قائلا:
لا أعلم إذا كان قد خطر لك أنك حتى لو استطعت أن تسرق الذهب شيئا فشيئا - وهي مسألة تستغرق مائة عام أو نحو ذلك - فلا يمكنك أن تبتعد به كثيرا؟ فلا جدوى له على جانب الجبل. ولا جدوى له في الغابة. غير معقول! ألم تفكر مطلقا في هذه المعضلة ؟ أعتقد أن الاتفاق كان على نصيب قدره واحد على أربعة عشر، أو شيء من هذا القبيل، أليس كذلك؟! ولكن ماذا عن النقل؟! ماذا عن العربة؟! ماذا عن الحرس المدججين بالأسلحة؟! وماذا عن الخسائر؟!
13
Shafi da ba'a sani ba