Hobbit Da Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Nau'ikan
ما علاقة التفكير وسط الشك وانعدام اليقين بالشجاعة؟ كما نعلم جميعا، تكشف بعض القرارات عن شخصية المرء. وكان أرسطو يعتقد أن شخصيتنا مؤلفة من حالات نفسية متنوعة، تتطور على مدار الزمن استجابة لانفعالات أو عواطف معينة؛ كالخوف أو الغضب .
14
وتتسم حالة الشخصية بالفضيلة والعفة عند الاستجابة على نحو ملائم لانفعال أو شعور ما. ويمكننا الاستجابة للانفعالات بطرق فاضلة أو غير فاضلة. وقد أطلق أرسطو على حالة الشخصية المذنبة أو المعيبة «رذيلة». وهناك نوعان من الرذائل: إذا لم يصل فعل ما لحد الفضيلة؛ فتلك رذيلة «نقص». أما إذا تجاوز الفعل ما هو مطلوب للفضيلة، فتلك رذيلة «مغالاة»؛ فالفضيلة بمثابة حد «متوسط»، أي نقطة وسط بين رذيلتين.
أوضح أرسطو أن الشجاعة هي الفضيلة المتوسطة بين نقص الجبن ومغالاة التهور. والانفعال الذي تعد الشجاعة استجابة له هو الخوف. وقد ذهب أرسطو إلى أن الشخص الشجاع ليس الشخص الذي يخلو من الخوف، ولكنه الشخص الذي يتصرف بشكل ملائم في مواجهة الخوف، لا سيما الخوف من الموت،
15
فكتب يقول:
إذن فالرجل الجبان، والرجل المتهور، والرجل الشجاع يعنون بنفس الأشياء، ولكن استجابتهم نحوها مختلفة؛ إذ إن الأول والثاني يقعان في دائرة الإفراط والتفريط، بينما الثالث يلزم المنطقة الوسطى؛ وهي الموضع الصحيح. والرجال المتهورون يتعجلون ويرجون المخاطر قبل وقوعها، ولكنهم يتقهقرون حين يصبحون بداخلها، بينما الشجعان يكونون أشداء في لحظة التحرك، ولكن يلتزمون الهدوء قبلها.
16
وعلى الرغم من اعترافه بأن «الشيء المريع ليس واحدا لكل الرجال.» ومن ثم سوف تختلف أنواع الأفعال التي تصنف كأفعال شجاعة من شخص لآخر بدرجة ما؛ فقد ذهب أرسطو إلى أن الشخص الشجاع ينشغل في الأساس بالشيء الأكثر ترويعا؛ وهو الموت، وبخاصة الموت النبيل.
17
Shafi da ba'a sani ba