Hobbit Da Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Nau'ikan
الفصل الثاني عشر
داخل الهوبيت
بيلبو باجنز ومفارقة الخيال
آمي كايند
مع قرع جرس باب منزل بيلبو مرارا ومرارا، في ذلك الصباح الجميل من شهر أبريل، يزداد بيلبو اضطرابا وارتباكا. فما الذي يفترض بهوبيت أن يفعل حين يظهر أمامه ثلاثة عشر قزما دون سابق إنذار، جميعهم مقتنعون بأنه لص بارع ويقصدونه لمساعدتهم على استعادة كنزهم المسلوب من تنين مخيف؟ يوافق بيلبو على مضض - مدفوعا بتشجيع من جاندالف وإرثه التوكي المكبوت منذ زمن طويل - على الانضمام إلى رحلة الأقزام. تسير الأمور على نحو لا بأس به في البداية (على الرغم من عدم وجود منديل جيبه معه)، ولكن بعد عدة أسابيع على الطريق، يتخذ كل من الطقس وطبيعة الأرض منحى إلى الأسوأ. وفي ظل ما يعانيه من بلل، وجوع، وحنين إلى الوطن، يشعر بيلبو بالأسف على نفسه، ونشعر نحن - القراء - بالأسف له أيضا.
ليست هذه هي المرة الوحيدة التي نشفق فيها على بيلبو بينما نطالع «الهوبيت». فلا يملك المرء سوى الشعور بالأسف من أجله حين يعلق على نحو غير مريح في إحدى الأشجار، بينما الذئاب يعوون بالأسفل، أو حين يفيق وحيدا ومهجورا على ما يبدو في ظلام كهف الجوبلن الدامس، أو حين يجلس مكتئبا على عتبة الجبل الوحيد يتحرقه الحنين إلى الوطن.
وتفسح مشاعرنا بالشفقة المجال لشتى أنواع ردود الأفعال العاطفية الأخرى مع تواصل مغامرة بيلبو. فنشعر بالخوف حين يقع في أسر العمالقة الجائعين، ونشعر بالترقب والقلق بينما يتبادل الألغاز مع الجولوم، وتغمرنا البهجة حين تنقذه النسور ورفاقه من أعالي الأشجار، ونمتعض حين ينتقده ثورين لتخليه عن الأركنستون، ونشعر بالفخر حين يستجمع شجاعته ليسير عبر النفق وحده لمواجهة سموج الرهيب.
ولكن كل هذا يثير لغزا فلسفيا محيرا: كيف يمكن أن تنتابنا تلك المشاعر تجاه بيلبو - ولماذا ينبغي أن نعبأ بما يحدث له من الأساس - في حين أننا نعرف أن بيلبو مخلوق خيالي وليس له وجود إطلاقا؟ إن ردود أفعالنا العاطفية تجاه الشخصيات والأحداث الخيالية، كما قد يقول جولوم، «خادعة» للغاية في الواقع. (1) مفارقات في الظلام
يشير الفلاسفة إلى هذا اللغز ب «مفارقة الخيال»؛ كيف يمكن أن نكون عقلانيين في أن نصدر استجابات عاطفية لما هو خيالي؟ على الرغم من أنه كان هناك تلميحات إلى هذا اللغز في طرح أرسطو (384-322ق.م) عن التأثيرات التطهيرية للدراما التراجيدية، وفي تمهيد صمويل جونسون (1709-1784) لمسرحيات شكسبير، وفي أعمال صمويل تايلور كولريدج (1772-1834)، فإنه لم ينل انتباها فلسفيا كبيرا حتى منتصف السبعينيات من القرن العشرين، حين ألقي الضوء عليه من خلال أعمال الفيلسوفين كولين رادفورد وكندال والتون.
1
Shafi da ba'a sani ba