Hobbit Da Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Nau'ikan
28
قارن هذه الأغنية بأغاني ريفيندل الاحتفالية المرحة، كأغنية بحارة البراميل، الذين يتغنون بالطبيعة البديعة، أو أغاني مدينة البحيرة المليئة بالأمل والتنبؤات. فالجوبلن، سواء مع الملاقيط أو في الأغنيات، يحبون المهارة، لا الجمال. (6) اللعب وفقا للقواعد: الألغاز والأخلاقيات
ثمة مبالغة في تقدير البراعة، أو على الأقل هي ليست بأهمية اللعب والجمال. إن عنوان هذا الفصل مشتق من كتاب «الإنسان اللاعب» (هومو لودينز)، وهو كتاب عن الفلسفة واللعب للمؤرخ الهولندي يوهان هويزينجا (1872-1945). يلعب عنوان كتاب هويزينجا على مصطلح «هومو سابينز»، أو الإنسان العاقل، وهو الاسم الذي نطلقه على جنسنا للتأكيد على براعتنا ومهارتنا في معرفة كيفية القيام بالأشياء. يعتقد هويزينجا أن الناس الذين توصلوا لهذا الاسم كانوا مثل الوارج ينبحون فوق الشجرة الخاطئة. فالبراعة ليست هي ما تجعلنا ما نحن عليه، بل اللعب.
زعم هويزينجا أن الفلسفة ذاتها ولدت من رحم التلاعب بالألفاظ؛ تحديدا الألغاز.
29
ففي أثينا القديمة كان الرجال الذين يطلقون على أنفسهم السوفسطائيين يعلمون الآخرين كيفية الحديث ببراعة؛ بحيث يتمكنون من الفوز بالانتخابات والدعاوى القضائية. وكان السوفسطائيون يتحدى كل منهم الآخر بالألغاز لترسيخ مكانتهم باعتبارهم مفكرين. ومن داخل تلك البيئة جاء سقراط، أول فيلسوف غربي عظيم، الذي اكتشف شيئا مهما خلف السخافة الظاهرة للألغاز.
في الألغاز، نتلاعب بالمعاني المتعددة للكلمات ونستكشف على نحو هزلي مرح الصلات بين الأشياء التي قد لا يبدو بينها رابط. بطريقة ما، تعد هذه هي بداية الميتافيزيقا (دراسة ما هو حقيقي بشكل نهائي) وعلم المعرفيات (فرع الفلسفة الذي يدرس المعرفة والاعتقاد). أيضا توفر الألغاز رؤية ثاقبة داخل الأخلاقيات، أو كيف ينبغي أن نتعايش مع الآخرين.
وتشير خطبة ثورين على فراش الموت - التي كثيرا ما يستعان بها على سبيل الاستشهاد - إلى أنه هو أيضا تعلم أن الحياة المرحة المليئة باللعب، في الواقع، قد تجعلنا على صلة بالأخلاقيات وبأفضل شكل للحياة.
30
ولعل هذا ما جعل شيلر يزعم أن «الإنسان يلعب فقط حين يكون مدركا بشكل كامل لكلمة إنسان، ولا يكون إنسانا بشكل كامل إلا أثناء اللعب.»
Shafi da ba'a sani ba