Jam'iyyar Hashimi
الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
Nau'ikan
ليثنيه عما اعتزم، فكان أن ردهم أبو طالب ردا حسنا، ولم يتوقف النبي عما اعتزم؛ فعادوا إلى أبي طالب مرة أخرى، فقالوا له: «يا أبا طالب، إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك عن ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا؛ من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك حتى يهلك أحد الفريقين ...» فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم.
ودعا أبو طالب ابن أخيه وكاشفه بما كان من أمر بني العمومة، فقال: «يا ابن أخي، إن قومك قد جاءوني فقالوا: كذا وكذا ... فأبق علي وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق.» محاولا بذلك وقف أمر قد يجر حربا لا تبقي تجارة ولا نسلا. لكن هذا الاجتماع التاريخي بين العم وابن أخيه، لم ينته كما بدأ، بدليل أن أبا طالب ختمه بقوله: اذهب يا ابن أخي، فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدا. وكانت النتيجة التي سجلتها كتب التاريخ الإسلامي أن ... حقب الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، وبادى بعضهم بعضا. وقام حزب عبد الدار يستجمع حلفاءه لمواجهة ما بدأت نذره في الأفق،
1
برغم نداء بعض العقلاء، مثل عتبة بن ربيعة الذي التقى النبي، وأدرك الأهداف الكبرى للدعوة؛ فقام يقول لقريش:
يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به.
2
وعلى الطرف الآخر، أعلن الهاشميون أنهم قد منعوا فتاهم، «برغم عدم متابعة دعوته دينيا»، اللهم إلا أفرادا فرادى؛ فكانت عصبيتهم القبلية درعا قويا لدعوة حفيد عبد المطلب، التي استنفرت الحزب المناوئ الذي أصر على زعمه أنها دعوة لو كتب لها النجاح لصار الأمر كله إلى البيت الهاشمي.
وفي روايتها عن هذه المنعة الهاشمية تقول سيرة ابن هشام: «وقد قام أبو طالب حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وعبد المطلب؛ فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
والقيام دونه، فاجتمعوا إليه وقاموا معه، وأجابوه لما دعاهم إليه، إلا ما كان من أمر أبي لهب.»
Shafi da ba'a sani ba