Jam'iyyar Hashimi
الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
Nau'ikan
وكان منهم بالجزيرة العربية نفر غير قليل، «وكانوا يقيمون الصلاة عدة مرات في اليوم كفرض إجباري للإيمان، يقومون فيها ويركعون، ويتوضئون قبلها، ويغتسلون من الجنابة، ولهم قواعد في نواقض الوضوء.»
5 (ولعل ذلك يفسر لنا لماذا أطلق أهل مكة على من يتبع دعوة الإسلام ويشاهدونه يؤدي هذا الشكل من الصلوات: أنه قد صبأ!)
ولا بأس هنا من التعريف السريع بأهم حنفاء الجزيرة، أو من شاء حظهم أن يذكرهم التاريخ ولو بكلمات، ومنهم - كما أشرنا - قس بن ساعدة الإيادي، الذي يكاد يجمع المؤرخون على موته قبل البعثة بقليل، وقد ورد أن «النبي
صلى الله عليه وسلم
كان يسمع إليه في سوق عكاظ». ونقل الألوسي بعض ما نسب إلى قس فقال: «ومن خطباء إياد قس بن ساعدة، وهو الذي قال فيه النبي
صلى الله عليه وسلم
لجارود: يا جارود، فلست أنساه بسوق عكاظ على جمل أورق، وهو يتكلم بكلام ما أظن أني حفظته. فقال أبو بكر: يا رسول الله فإني أحفظه، كنت حاضرا ذلك اليوم، فقال في خطبته: «أيها الناس، اسمعوا وعوا، فإذا وعيتم فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، جهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لن تغور، ليل داج، وسماء ذات أبراج، أقسم قس قسما حتما، لئن كان في الأرض رضا ليكونن بعده سخط، وإن لله دينا هو أحب إليه من دينكم».»
6
ثم يعلن توحيده الخالص النقي، مناديا: «كلا، بل هو الله المعبود الواحد، ليس بمولود ولا والد، أعاد وأبدى، وإليه المآب غدا.»
7
Shafi da ba'a sani ba