Jam'iyyar Hashimi
الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
Nau'ikan
على الرغم من أن ألوية السيادة المستقرة في بيت عبد الدار قد كفلت له اختصاصات التحكم والقوة، فإن تكتيك هاشم اتجه منحى آخر تمثل في اكتساب القلوب؛ فقام يهشم الثريد لقومه بيديه - لذلك لقب هاشما - ومد بسخائه القاصي والداني، أما اسمه الحقيقي فكان عمرو. يقول ابن كثير: «هاشم واسمه عمرو، سمي هاشما لهشمه الثريد مع اللحم لقومه في سني المحل، كما قال مطرود بن كعب الخزاعي في قصيدته، وقيل للزبعرى والد عبد الله:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه
ورجال مكة مسنتون عجاف
سنت إليه الرحلتان كلاهما
سفر الشتاء ورحلة الأصياف
وذلك لأنه أول من سن رحلتي الشتاء والصيف.»
1
وإذا كان هاشم هو أول من سن رحلتي الشتاء والصيف؛ فلا ريب أنه فعل ذلك في الوقت الذي بدأت فيه قريش تتحول من مجرد حارس وقابض للعشور، أو مجرد محطة ترانزيت، إلى بلدة تحتكر التجارة لنفسها، وتتاجر في بضائع الأمم بأموالها. ولنلحظ أن القرآن الكريم يربط بعد ذلك بين هذا العامل الاقتصادي المتمثل في التجارة - وأثر ذلك في التقرش والاستقرار - والعامل الديني؛ في قوله:
لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف . وحول الفهم نفسه يكتب الدكتور «أحمد شلبي» قوله: «فأصبحت مكة «جمهورية صغيرة تجارية» ... وراجت تجارة مكة، فأخذت قريش توطد مركزها في البلد الحرام؛ فسنت ... رحلتي الشتاء والصيف؛ رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام؛ فارتفعت مكانة مكة في الجزيرة، واعتبرت العاصمة المعترف بها، وسمت منزلة سوق عكاظ؛ فأصبح ملتقى الخطباء وقطب الدائرة الفكرية ... وهاشم الجد الثاني للرسول كان سفير قريش لدى الملوك، وقد عقد مع الروم معاهدة تجارية لتذهب تجارة قريش إلى الشام في أمان ومنعة.»
2
Shafi da ba'a sani ba