Jam'iyyar Hashimi
الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
Nau'ikan
لتنا فأمر ما بدا لك
8
أما ابن هشام فيتابع سرد الأحداث قائلا: «وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة، كلما سقطت أنملة أتبعتها منه مدة تمث قيحا ودما، حتى قدموا به صنعاء، وهو مثل فرخ الطائر، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون. قال ابن إسحق: حدثني يعقوب بن عتبة أنه حدث: «إن أول ما رؤيت الحصبة والجدري في أرض العرب ذلك العام.»
9
وهو ما يترك في الجسد مثل الحمص والعدس.» وأما الأستاذ عباس العقاد فكان يبدو على قناعة تامة بدور الجدري في هزيمة جيش الفيل، فيقول مؤكدا جازما قاطعا: «وقد حدث بعد ذلك ما حدث مما لا شك، «وهو فتك الجدري بجنود أبرهة» وانهزامه عن البيت ... إن حديث الجدري الذي فشا سنة 569م مثبت ... في تاريخ بروكوب
الوزير البيزنطي المعروف.»
10
ثم يختم ابن هشام الأمر بإعلان نتيجة حدث الفيل العظيم بقوله: «فلما رد الله الحبشة عن مكة، وأصابهم ما أصابهم من النقمة؛ أعظمت العرب قريشا، وقالوا: «هم أهل الله، قاتل الله عنهم».»
11
أما كيف دخلت مكة هذا الدور، فهو ما سيعود بنا إلى عهد استفاضت في ذكره كتب التراث؛ ذلك العهد الذي استطاعت فيه قريش أن تستولي على مكة قبل زمن الفيل بزمان، تحت قيادة «قصي بن كلاب»؛ ذلك القرشي الذي استطاع بعبقرية من نوع نادر أن يكون في مكة سيدا مطلقا.
Shafi da ba'a sani ba