إذا أمر الهوى ونهى سواه
فأمر الحب أولى أن يطاعا
وإذا كان الحب مقدسا وغايته شريفة فمن الواجب جمع العاشقين بارتباط شرعي تحمد غايته، ولا يخفاك أن ابن أخي جان مغرم بابنتي أوجين، وكذلك هي تهواه، ولا ترضى قرينا سواه، ولا حرج عليهما في ذلك؛ لأنهما في ريعان الصبا، وصدر كل منهما رحيب لقبول دواعي الهوى، وإنهما عائشان في نعمة واحدة وجامعهم بيت واحد، ولما لم يكن في هذا الحب من محظور، وكل منهما أولى بعشيقه من غيره لصلة النسب ووجود الكفاءة، فلم أر بدا من وضع يد أوجين في يد جان، ونفرح جميعا بهذا القران، فما تقولين أيتها الحبيبة؟
لوسيا :
إنها - والله - عجلة غريبة، وتسرع بين، ضرره غير هين، وأنا أستأذنك يا مولاي فأقول، على أمل أن ترى كلامي من الفضل لا من الفضول: إن جان يضارعها في النسب، ولكن لا يماثلها في الأدب، وجان جاهل وأوجين عالمة، والفرق بين العالم والجاهل كبير، وأنا لا أرى في جان نباهة توصله لأخذ أوجين وإن كان ابن عمها الوحيد، وحبيبها الفريد، فتأن ولا تعجل؛ فإن عاقبة العجلة الندامة، ولا تلمها على هذا الحب؛ فإنه حب طيش وذهول، لا حب رزانة ومعقول، ومن رأيي أن تؤجل هذا الأمر لوقت آخر، وتنظر بعدما يكون من الأمر المقدر.
الكونت :
كلامك أيتها الكونتة حسن ورأيك هذا موافق، ولكن الأمر الذي لا بد منه، فالإسراع لقضائه أولى.
لوسيا :
ومن يعلم ما تكون عاقبة هذا الأمر إذا قضيناه، أما تنظر بعينك طيش جان وأنه في إبان صباه وريعان شبابه، وأنه شره في وليمة الغرام؟ ونخشى بعدما يقضي وطره من أوجين أن يعلق بسواها وينقلب هذا الحب إلى عداوة وبغضاء، ونقع في داء ما له دواء، فطاوعني ودع هذا الأمر الآن، وبعد ذلك يدبرها من هو كل يوم في شأن.
الكونت :
Shafi da ba'a sani ba