ولا ضير في أن تكتب بالحروف اللاتينية، مثلما أننا بحاجة إلى الإفادة من جهود المستشرقين في النواحي الفيلولوجية، وفي وضع معجم للألفاظ الأندلسية الدائرة في ديوان ابن قزمان؟ عربية كانت في اصلها أو أعجمية -.
وقد يسر لنا تحقيق كتاب المغرب لابن سعيد على يد الدكتور شوقي ضيف؟ بعد أن كان الكتاب أوراقًا مضطربة يحجم المحققون عن التمرس بها - مصدرا جديدا لبعض الأزجال الأندلسية، ومعلومات عن الزجالين حتى عصر المؤلف. ثم استخرج الأستاذ هوينرباخ قطعة الزجال الموجودة في سفينة مباركشاه، وجعلها ملحقا على " العاطل الحالي ". وإذا أضفت إلى هذين إشارات ابن خلدون إلى الأزجال والأشعار العامية في الأندلس والمغرب، ثم الأزجال الصوفية في ديوان الششتري، كدت تستوفي مصادر الأزجال الأندلسية.
ولم تتوفر لدينا دراسة منظمة للأزجال باللغة العربية قبل ان ينشر الدكتور عبد العزيز الاهواني كتابة " الزجل في الأندلس " وهي محاضرات ألقاها على طلبه قسم الدراسات الأدبية واللغوية، بمعهد الدراسات العربية العالية، التابع لجامعة الدول العربية (١٩٥٧)، وهي أول دراسة علمية دقيقة متأنية، من نوعها، بالعربية، وتقع في ثلاثة فصول: أول عن نشأة الزجل، وثان عن تاريخ الزجل وحياة الزجالين، وثالث عن مكانة الزجل وقيمته الأدبية. ولا ريب في انها دراسة رجل واسع الاطلاع، نافذ البصر في هذا الموضوع، وانا مدين لها بشيء كثير من مادة هذا الفصل.