Hindusiyya: Gabatarwa ta Gajarta
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
شكل 5-1: أحد المؤمنين يقدم ملعقة من اللبن لأحد تماثيل الإله جانيشا في «معجزة» سبتمبر 1995.
في القرنين السابع عشر والثامن عشر، شهد التجار والرحالة الأوروبيون أداء الهندوس للدارشانا لأول مرة، فكتبوا منتقدين الأمر في خطاباتهم ويومياتهم بوصفه «عبادة أوثان». وكررت البعثات التبشيرية المسيحية اللاحقة ردود الأفعال نفسها، فكان يعد هذا النوع من العبادة ممقوتا وضالا، لا سيما بين المسيحيين البروتستانت الذين يدركون إلههم في الكلمة، لا في الصورة. وقد ذهل هؤلاء أيضا من تعدد «الأوثان» لدى الهندوس، واستنتجوا أن الهندوس قوم مشركون؛ أي يؤمنون بالعديد من الآلهة والإلهات؛ الأمر الذي كان خطأ من وجهة نظرهم، رغم أنه مدهش في الوقت نفسه؛ فإلههم - رغم أنه ثلاثة كيانات (الأب والابن والروح القدس) - هو إله واحد.
جانيشا
جانيشا (جاناباتي) هو إله برأس فيل يحبه الهندوس لإصغائه العطوف لطلبات تابعيه وقدرته على إزالة العقبات، وهو ابن شيفا وبارفاتي، خلقته أمه ذات يوم ليحميها في أثناء استحمامها، ونظرا لأن شيفا لم يكن على علم بهوية ابنه، قطع رأسه لعدم سماحه له بالدخول إلى مقر بارفاتي؛ فغضبت بارفاتي غضبا شديدا، ووعدها شيفا بإعادة جانيشا إلى الحياة برأس أول مخلوق يمر به، وكان ذلك المخلوق فيلا.
ويصور جانيشا دائما مع فأر، إما كعربة أو مطية له. وهو ممتلئ الجسم، ويحمل دائما ملء طبق من الحلوى.
لم يدرك هؤلاء المعلقون المنطق اللاهوتي وراء ما رأوه؛ وإنما حكموا عليه ظاهريا فقط. ولتجنب ما وقعوا فيه من أخطاء، ينبغي علينا العودة سريعا إلى أفكار علماء اللاهوت الفايشنافا التي تناولناها في الفصل الثالث؛ فقد تعلم رامانوجا ومعتنقو نظام فيدانتا الفلسفي، الذين ظهروا في قرون لاحقة وكان حب فيشنو وكريشنا أهم شيء في نظرهم، أن الإله يتجلى في خمس صور: في صورة متسامية عليا، وفيما ينبثق منها (أفاتارا)، وفي قلب كل فرد أو ذاته، وفي صورة المتحكم الداخلي في الكون، وفي الوجود الإلهي داخل الرمز المكرس للتقديس (مورتي). إن الإله متسام وعلي، لكنه باطني ويمكن الوصول إليه في الوقت نفسه . ويمكن أن ينبثق الرب على نحو كريم في صورة مجسدة (أفاتارا) ليساعد البشرية في أوقات الحاجة، وذلك مثلما رأينا راما في ملحمة «رامايانا» وكريشنا في «بهاجافاد جيتا».
لن تصدقوني، على الأرجح، إذا ذكرت لكم المخلوقات الوضيعة والمشينة التي يمنحونها درجات الشرف الإلهي. وإنني لأرى أنه ما من وثنية لدى القدماء أكثر فداحة أو بشاعة من وثنية الهنود.
بيير مارتن، أوائل القرن الثامن عشر
كان هناك وثن في منتصف المبنى، شكل أسود صغير قبيح يبلغ طوله نحو قدمين مع بعض الأنوار المشتعلة حوله ... سرت في جسدي قشعريرة لوجودي بجوار الجحيم ...
الكاهن هنري مارتن، أوائل القرن التاسع عشر
Shafi da ba'a sani ba