Hikmat Gharb (Sashi na Farko)
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
Nau'ikan
Valentinian
الثاني، ونظرا إلى أن الإمبراطور الشاب كان لا يزال قاصرا، فقد كانت أمه جوستينا
Justina
هي الحاكمة الفعلية. ولما كانت جوستينا من أتباع المذهب الأرياني، فقد كان من المحتم أن يحدث تصادم، وبطبيعة الحال فإن النقطة المحورية التي تصادمت فيها الوثنية والمسيحية بكل قوة كانت مدينة روما ذاتها. فقد أزيح تمثال النصر من مقر مجلس الشيوخ في عهد كونستانتيوس
Constantius
ابن قسطنطين، فأعاده جوليان الرسولي، ثم انتزعه جراتيان مرة أخرى، فطالب بعض أعضاء مجلس الشيوخ بإعادته. غير أن الجناح المسيحي في مجلس الشيوخ كانت له الغلبة بمساعدة أمبروز والبابا داماسوس
Damasus ، ولكن ابتعاد جراتيان عن مسرح الأحداث جعل الحزب الوثني يتقدم مرة أخرى في عام 384م بالتماس إلى فالنتينيان الثاني.
وهنا تصدى أمبروز لكي يحول دون أن تؤثر هذه الحركة الجديدة في إصراره، فتجعله يميل إلى تأييد الوثنيين، فذكر إصراره بأن من واجبه أن يخدم الله بنفس الطريقة التي يخدم بها المواطنون إصراره بوصفهم جنودا له . وهذا القول ينطوي ضمنا على ما يتجاوز مطالبة يسوع للناس بأن يعطوا ما لله لله، وما لقيصر لقيصر. فهنا نجد مطلبا يؤكد أن الكنيسة، التي هي الأداة الإلهية لضمان الطاعة في الأرض، أرفع من الدولة. ويعد هذا تعبيرا صادقا عن الطريقة التي كانت بها سلطة الدولة تتراجع في ذلك الحين؛ فالكنيسة من حيث هي مؤسسة عالمية تتخطى حدود الدول، ظلت قائمة بعد انحلال الإمبراطورية سياسيا. ولا شك أن قدرة مثل هذا الأسقف على الإشارة إلى هذه الأمور دون أن يخشى على نفسه شيئا، إنما هي دليل على تدهور الإمبراطورية الرومانية. على أن مسألة تمثال النصر لم تنته عند هذا الحد، فقد أعيد التمثال في عهد يوجينيوس
Eugenius ، وهو مغتصب تولى الحكم فيما بعد، ولكن الطرف المسيحي هو الذي قدر له الفوز النهائي بعد أن انتصر ثيودوسيوس
Theodosius
Shafi da ba'a sani ba