Hikma Mutacaliya
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
Lambar Fassara
الثالثة
Shekarar Bugawa
1981 م
المذكور وهو مذهب المعلم الأول واتباعه كالشيخين وغيرهما واما البعد المجرد المنطبق على مقدار الجسم بكليته وهو مذهب أفلاطن والرواقيين والأقدمين وتابعهم المحقق الطوسي فكأنه جوهر متوسط بين العالمين ومما يؤيد مذهبهم انا سنقيم البرهان على وجود عالم مقداري محيط بهذا العالم لا كإحاطة الحاوي بالمحوى بل كإحاطة الطبيعة للجسم والروح للبدن وليكن المكان من هذا القبيل وهو مؤيد أيضا بالامارات كما ستعلم وأصحاب البعد منهم من زعم أن العلم به ضروري لان الناس كلهم يحكمون ان الماء فيما بين أطراف الاناء وان مكان نصف الماء نصف مكان كله وكذا لكل جزء جزء منه بأي وجه قسم ومنهم من احتج عليه ولهم في ذلك مسلكان أحدهما ما يثبت البعد وثانيهما ما يبطل السطح اما المسلك الأول فمن وجهين الأول ان اختلاط الأمور إذا كان منشأ للاشتباه فإنما يزول الاشتباه برفع شئ بعد شئ منها حتى لا يبقى الا واحد فيحصل التميز والبعد من هذا القبيل فانا إذا توهمنا خروج الماء من الاناء وعدم دخول الهواء فيه فيلزم ان يكون البعد الثابت بين أطراف الاناء موجودا وهو المطلوب والثاني ان كون الجسم في المكان ليس بسطحه فقط بل بحجمه فيكون كالجسم ذا أقطار ثلاثة واما المسلك الثاني فلوجوه الأول انه يلزم كون الشئ ساكنا ومتحركا في زمان واحد فان الطير الواقف في الهواء والسمك الواقف في الماء عندما يجرى الهواء والماء عليهما متحركان فان الذي فرض مكانا لهما قد تبدل عليهما.
والثاني ان المكان يجب ان يكون أمرا ثابتا ينتقل منه واليه المتحرك
Shafi 43