وهي ولا شك تقدر هذا العمل النافع قدره، وتهتم بشأن أولادها، فتنبتهم نباتا حسنا، وتمنح وطنها رجالا أشداء أقوياء يفاخرون بأمهاتهم كما يفاخرون بآبائهم.
وكم من حادثة في الحرب الأخيرة دلت على سمو آداب المرأة اليابانية، وعلو نفسها، وتفانيها في خدمة وطنها، وقد نقلت لنا صحف الأخبار في أثناء تلك الحرب عن المرأة اليابانية قصصا وحوادث لا تقل عما يتناقله مؤرخو العرب عن نسائهم في أيام المواقع الشهيرة، أو نساء إسبرطة لدى هجوم الفرس على مضائقهم.
فقد خرج العذارى والمخدرات إلى ميدان الوغى لتطبيب المرضى، وتضميد جراح الجرحى، وتعزية القتلى قبل موتهم بابتسامة تشبه ابتسامات الملائكة، أو كلمة حلوة تخفف آلام الموت، وقد حق للغادة اليابانية أن توصف بقول حافظ، الشاعر المصري:
أنا يابانية لا أنثني
عن مرادي أو أذوق العطبا
أنا إن لم أحسن الرمي ولم
تستطع كفاي تقليب الظبا
أخدم الجرحى وأقضي حقهم
وأواسي في الوغى من نكبا
كتاب التعليم الراقي للمرأة
Shafi da ba'a sani ba