243

============================================================

وقيل له لما تتقل : كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟ - فقال : أجدنى (1) كما قال الله تعالى: "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ماخولناكم وراء ظهوركم "(2).

قال أبو سليمان الدارانى (2) : إن الرجل لينقطع إلى بعض الملوك، ملوك الدنيا ، فيرى أثرهم عليه . فكيف [73 ب / من (4) ينقطع إلى الله تعالى ؟! (5) كتب أبو على الروذبارى إلى صديق له (6) وكانت بينهما وحشة: " ترك العتاب فرقة، وطول العتاب وحشة . فان كنت ذمتى على الإساءة: فيلم ترضى من تفسك بالمكافأة عليها؟ !" .

لما احتضر هشام بن عبد الملك نظر إلى أهله يبكون حوله فقال : جاء مشام(2) لكم بالدنيا ، وجدتم له بالبكاء ، وترك لكم ما جمع، وتركتم له ما حمل؛ ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه (8) ربه !

ولما احتضر حذيفة (9) قال : حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم .

الحمد لله الذى سبق بى الفتن. أليس بعدى ما أعلم ؟ !

(1) ص: اجدنى وراء ظهوركم كما000 وفى ط: قال الله عزوجل.0.

2) سورة الانعام، آية: 94.

(3) ط : الدارى- وهو صواب أيضما لأن النسبة الى داريا : دارى (4)ف: بمن ودارانى (2) الواو ناقصة فى ط، ف (5) ط: عز وجل: (2) ف، ط: جاد عليكم مشام بالدنيا0.

(4) آن لم يرحمه وبه : وردت فى ف، وساقطة من ص، ط (9) حذيفة بن اليمان : يكنى ابا عبد الله ، واسم اليمان حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو: من اكابر الصحابة المشهورين بالزهد ولاه عمرو بن الخطاب على المدائن . وتوفى بعد قتل عثمان بأشهر وورد صذا القول فى صفة الصفوة * (ج 1 ص 251) مكذا : عن زياد مولى ابن عياش قال : حدثنى من دخل على حذيفة فى مرضه الذى مات فيه فقال : لولا ان ارى آن هذا اليوم آخر يوم من الدنيا واول يوم من الآخرة لم اتكلم به اللهم انك تعلم انى كنت احب الفقر على الغنى ، واحب الذلة على العز ، واحب الموت على الحياة ! جيب جاء على فاقة ! لا أفلح من ندم - ثم مات رحمه الله راجع عنه : * صفة الصفوة 1 ص 249- ص 252؛" حلية الاولياء 1 ص 270 - ص 283 . وتوفى حذيفة فى سنة 36 ه شذرات الذهب 1 ص44)

Shafi 243