Labaran Gargajiya
الحكايات الشعبية العربية
Nau'ikan
ودونت هذه الحكاية الحيوانية للمرة الأولى بالعربية بألفية الكاتب العبرية اليهودي «ابن سيرا»، على النحو التالي:
ما إن خلق الله العالم حتى أمر ملاك الموت أن يلقي بمجموعة من الحيوانات من كل الأنواع في البحر؛ لكي يعيش كل حيوان مع ما يخالفه من حيوانات، وعندما جاء ملاك الموت للثعلب وجده يصرخ ويهلل على شاطئ البحر، وما إن سأله عن السبب، حتى قال إنه يبكي صديقه الذي ألقي به في البحر. اندهش ملاك الموت، وترك الثعلب يمضي.
لكن الديب الذي خبر لعبة الثعلب نجح أيضا في التهرب، وفي نهاية السنة بعد أن أحصى الحوت (ملك البحر) جميع الحيوانات افتقد الثعلب والديب، وأرسل الحوت رسله ليكتشف كيف هربا من مملكته، وعندما سمع بخبث الثعلب رغب في أن يلتهم قلبه لكي يزداد ذكاؤه وحيلته، وأرسل عديدا من الأسماك ليحضروا له الحيوان الماهر، وعندما وجد السمك الثعلب بجانب البحر، أخبروه أن الحوت قد مات، وأنه سينصب ملكا بدلا منه، فامتطى الثعلب ظهر إحدى الأسماك وحمل إلى داخل البحر، وفي داخل البحر ارتبك، فسأل الأسماك عن حقيقة ما يحدث، فقالت إحدى الأسماك إن الحوت حاقد على ما يتمتع به من دهاء، وإنه يرغب في التهام قلبه ليصبح أكثر دهاء منه، وهنا أجاب الثعلب بأنه كان من الواجب تذكيره مبكرا؛ لأن الثعالب عادة تترك قلوبها في منازلها قبل خروجها.
وهنا أعادته الأسماك إلى الشاطئ ليذهب ويحضر قلبه.
على الشاطئ سخر الثعلب من السمك الذي يعتقد بأن مخلوقا بدون قلب يمكن أن يعيش ... وفتك الحوت برسله الأغبياء فقتلهم والتهمهم.
ولقد عكف اثنان من كبار أساتذة الفولكلور - هما: د. موسى جاستر والبروفيسور لويس جنزبرج - على دراسة هذه القصة أو الفابيولا من ألفية ابن سيرا، وأرجع د. جاستر أن القصة متشابهة قليلا مع أخرى هي «قصة القرد والتمساح»، وأضاف أن نهايتها تشير إلى قصة أخرى هي «قصة الأسد الذي قتل حمارا، وألقى بجثته لثعلب، واستطاع الثعلب أن يتسلل ويسرق قلب الحمار ويأكله، موهما الأسد أن الحمار لا قلب له».
واتفق جنزبرج مع د. جاستر في أن أسطورة فابيولة ابن سيرا مزج بين ثلاث قصص متفرقة: حكاية الثعلب وملك الموت، وحكاية الثعلب والأسماك، وأخيرا حكاية الأسد وابن آوى والحمار؛ إذ إن حكاية الثعلب وملاك الموت لا رابط بينها وبين الثعلب والسمك، والأخيرة لا علاقة لها بحكاية هندية عن القرد والتمساح التي يمكن تتبعها في كليلة ودمنة.
القرد والسلحفاة البرية
فيعتقد الأستاذ جنزبرج أن للقصة أصلها في الحكايات الهندية والعربية أكثر احتمالا منه في الأدب اليهودي القديم، طالما أن المؤلف «ابن سيرا» كان يعرف الكثير من فابيولات الحيوانات التي لم تكن موجودة في الآداب اليهودية المبكرة. ويرى جينزبرج أن القصص الاستطرادية المتعرجة الأحداث جديدة تماما على الآداب المبكرة للفولكلور الأوروبي وفولكلور الشرق الأدنى، لكنها ترد في كليلة ودمنة تحت اسم «قصة القرد والسلحفاة البرية» متصلة مع الأسد وابن آوى والحمار، وقد يكون ابن سيرا قد جاء بهذه القصة من مصادر شفاهية، أما حكاية القرد والتمساح فلها مصادر شفاهية مستمرة، إلى جانب تاريخها المدون منذ حوالي ألفي سنة، وتنوعاتها الشفاهية تمتد من زانزبار حتى موسكو، ولها بعض الاختلافات في كوريا واليابان والفيليبين والملايو وأندونيسيا، كما أمكن التعرف على ثلاثة متنوعات للحكاية وجدت في الشرائع التي تنتمي أو تنسب إلى ال
Jataka ، وبها أشكال أقدم أغلب الوثائق والمدونات الفولكلورية؛ أي أغلب المجموعات القديمة التي تمتد الآن في آداب كل العالم.
Shafi da ba'a sani ba