Labaran Gargajiya
الحكايات الشعبية العربية
Nau'ikan
فمر بحجر فقال: يا داود، خذني فاجعلني في مخلاتك تقتل جالوت، فإني حجر يعقوب. ومشى إذ مر بحجر آخر فقال: يا داود، خذني تقتل بي جالوت، فأنا حجر إسحق. فبينما هو ماش مر بحجر فقال: خذني، فإني حجر إبراهيم.
فكان صراع تلك القبائل العبرية الهابطة إلى أرض الميعاد - حوالي أوائل القرن العشرين قبل الميلاد - تحدوها أسطورة أبوية، تخطط لهم وترسم أرض «اللبن والعسل» في فلسطين المغتصبة مجالا لصراعهم الدموي المتواصل مع جيرانهم من السكان الأصليين أو الوطنيين، وهم ما عرفوا ب «الأقوام السبعة» في ربع الشام وفلسطين والأردن، وهي ما كانت تعرف قبلا بأرض الكنعانية أو كنعان الأم، وطليعتها فينقيا أو بلاد الأموريين، وبقية جيرانهم من آراميين وأدوميين نسبة إلى الرجل الأحمر: العيس بن إسحق، واللوطيين وأشقائهم العموينين والموابيين من رهط لوط، وهم الذين خلفوا اسمهم على العاصمة الأردنية عمان.
وكان لمصر بالذات اليد الطولى كمؤثر حضاري راسخ على طول شواطئ البحر المتوسط منذ أقدم العصور، إلى جانب لجوء العبريين إلى مصر والإقامة فيها أكثر من قرنين من الزمن قبل نزولهم واغتصابهم فلسطين الذي نحن بصدده.
بل إن هذه القبائل العبرية كانت تحت التأثير الحضاري العقائدي لسابقيهم من الكنعانيين والفلسطينيين، وما يتفرع عنهم من أقوام وقبائل منذ خروجهم من مصر، ونزولهم المدن والدويلات الفلسطينية، بمعنى أن التأثير المصري انتقل إلى الكنعانيين، وعنهم تواتر إلى هؤلاء العبريين، فلقد
22 «تركوا الرب إله آبائهم الذي أخرجهم من أرض مصر، وساروا وراء آلهة أخرى من آلهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها»، بل إنهم تزاوجوا بهم «فسكن بنو إسرائيل في وسط الكنعانيين والحيثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين، واتخذوا بناتهم لأنفسهم نساء، وأعطوا بناتهم لبنيهم وعبدوا آلهتهم».
بل إن هناك من يرى أن ثمة
23
رابطة دموية محققة كانت تربط هذه الهجرات للقبائل العبرية، وأنها كانت مزيجا لأصول دموية مختلفة، من بينها الآرامي والعبراني والكنعاني والعربي والمصري، ويرى أصحاب هذا الرأي أنه كانت هناك قبائل عبرانية، إلا أنها كانت
24
أدنى منزلة من حيث وضعها الحضاري والاجتماعي، وهم من تعارف عليهم بالرهط الواطي «عبريم».
Shafi da ba'a sani ba