Labaran Gargajiya
الحكايات الشعبية العربية
Nau'ikan
فالحكايات العربية التي من هذه الفصيلة دورها الأخلاقي يتمثل في إرساء قيمة بعينها، مثل: الكرم العربي، وتقديس الخال، والإقلال من شأن المرأة.
من ذلك أن عربيا كلما طلب شيئا من زوجته، قال لها: «هاتي الشيء الفلاني يا بنت عادم الرأي.» وما إن اعترضت الزوجة حتى طرح عليها لغزه عن «أخف الخفيف، وأثمن الثمين، وأثقل الثقيل».
وتنجح الزوجة في حل اللغز بمساعدة ابنها، فأخف الخفيف هو حلول الضيف، وثقله على البخيل، وجلوسه في حجر مضيفه الكريم، وهي - كما أوضحنا - عادة أو تقليدة عربية ترد بكثرة عن جلوس الضيف على حجر مضيفه مبالغة في التكريم، بل وكثيرا ما يطلب الضيف - طفل أو غلام - مضيفه ليجلسه في ذات هذا الوضع الشاذ المثير لكل تساؤل، خاصة إذا ما لازمت هذه التقليدة - عن الكرم العربي - شخوص هذا التراث المقدسة من أنبياء وأولياء وكرماء، بدءا بموسى والخضر وحاتم الطائي الذي يرى فيه ديرلاين أنه «كان في الحقيقة شاعرا عربيا قديما، عاش في النصف الثاني من القرن السادس بعد الميلاد،
17
وهناك كتاب فارسي شعبي حور صورته إلى صورة يفوق هرقل وتسيوس الإغريقيين في أعمالهما البطولية.»
أما اللغز الثاني الذي طرحه الزوج على زوجته، فهو أثمن الثمين، وهو - كما تشير الحكاية - ماء البحر في شهر طوبة، وهو مأثور أو معتقد شعبي شائع مصري عربي، مرتبط بجزئيات البحث عن ماء الخلود وعودة الصبا، أو رجوع الشيخ إلى صباه والقوى الخارقة، لمن يقدر له أن يشرب من هذا الماء - التابو - في شهر طوبة
18
بالتحديد.
أما أثقل الثقيل فهو نزول الضيف على البخيل.
وتستطرد الحكاية في مباراة بين الأب وابنه بعد أن تعرفه الأب، ربما يشير إلى الاعتقاد في توارث حتى الذكاء والفصاحة؛ ذلك أن الأب يطلب من ابنه أن يرد ويباريه فينطلق الابن قائلا: «يابا ما يرد الحصان إلا اللجام والجمل الخزام، وما يرد بنت الرجال إلا رجالها.» أي أهلها وعائلتها أو قبيلتها أو بدنتها.
Shafi da ba'a sani ba