يعجز مرة أحد التجار عن دفع الإتاوة فيستمهله أسبوعا، ولكنه لا يقبل فيضطر الرجل إلى البقاء في بيته مع الحريم حتى يجيئه الفرج.
ويعاقب ناظر المدرسة ابن أحد أتباعه فيعترضه لدى مغادرته المدرسة، ويأمره بأن يخلع ملابسه ليذهب إلى بيته عاريا، يتوسل إليه الناظر أن يعفو عنه ويستحلفه بالحسين وقبر الرسول، وجعلص متجهم متوثب ينتظر تنفيذ أمره، ويضطر الناظر إلى أن ينزع ملابسه قطعة فقطعة وهو يبكي، يتوقف عندما لم يبق إلا السروال، فيزمجر الدنانيري، فيرتعد الرجل ويخلع سرواله ثم يستر عورته بيديه ويجري نحو مسكنه مشيعا بقهقهات العصابة.
وهو يهزأ من التقاليد الراسخة، فلا يتردد عن إجبار شخص على تطليق زوجته ليتزوجها، وهو كثير الزواج والطلاق، ولا يجرؤ أحد على الزواج من إحدى مطلقاته فيلقين الحياة وحيدات يتسولن أو ينحرفن.
ويمرض يوما، فيلازم الفراش أسبوعا، ويخبره أحد قراء الغيب بأن ما أصابه إنما أصابه نتيجة لدعاء بعض أهل الحارة عليه، فلما يبرأ من مرضه يأمر بألا يحتفل أحد بعيد الفطر المبارك، حتى زيارة المقابر حرمت علينا، وتمر أيام العيد والحارة خالية والدكاكين مغلقة والبيوت صامتة ويغشانا ما يشبه الحداد.
أيامه أيام رعب وجبن وذل ونفاق، أيام الأشباح والأنات المكتومة، أيام الشياطين والأساطير المخزية، أيام التعاسة واليأس والطرق المسدودة.
ولكنه يرعب أيضا الحارات المجاورة، ويسحق فتوات الحسينية والعطوف والدراسة، فتمضي زفة العريس من حارتنا بلا حراسة، ويتجنب الناس وقع خطانا اتقاء لتجهم المقادر. •••
ويقدر لهذا الجبل الشامخ أن ينهار فيما يشبه اللعبة.
يدعى إلى فرح في الدرب الأحمر، وعند مدخل البيت يتقدم منه غلام ويقول له: يا عم.
فينظر إليه من عل باستغراب ويسأله: ماذا تريد يا ولد؟
وبسرعة البرق.
Shafi da ba'a sani ba