وتبادرت نظرة نطقت بتذكرنا لحياته المغامرة الحافلة بالمسرات والآلام. •••
سعد الجبلي كاتب حسابات بدكان الرهونات بحارتنا، طموح بعيد الأحلام فيبيع أرضا يمتلكها ويستقيل من عمله ثم يتاجر في الروائح العطرية، يربح أرباحا كثيرة، يصير من أثرياء الحارة، ولكنه لا يتمتع في الواقع بأخلاق التجار الاقتصادية.
كل ليلة يدعو إلى بيته نخبة من الصحاب، يقدم الطعام والشراب، يعود بأوتار العود، يغني من له صوت مقبول، تمتد السهرة حتى منتصف الليل.
ثم يخيب تقديره في صفقة كبيرة، لا يجد لديه من المدخر ما يسد به العجز، يشهر إفلاسه.
يجد نفسه هو وقبيلة مكونة من زوجة وأبناء وأخوات على باب الله!
تمر به أيام قاسية شديدة، تؤذي صحته وكبرياءه معا، ولكنه يبدو دائما رجلا قويا راسخ الأركان، يرجع إلى عمله الأصلي في دكان الرهونات، يعطي دروسا خصوصية في الحساب، يعيش عيشة التقشف.
وإيمانه قوي عميق.
أجل يشرب كثيرا، لا يلتزم بالفرائض، ولكنه مؤمن حقا، يعتقد بأن لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأنه لا مفر من المكتوب.
ولا يقعده عن العمل إلا المرض فيلزم الفراش.
وأفكر بحال أسرته فيملؤني الأسى.
Shafi da ba'a sani ba