ومن شدة القلق والحزن تهدم ودب الضعف في أعصابه.
والتقى ذات يوم بالمعلم محمد الزمر أمام السبيل القديم، فشد على يده كالعادة، وعند ذاك انتفض كأنما مس ثعبانا، وحدق فيه بقوة غريبة حتى تساءل المعلم: ما لك يا شيخ أمل؟
فوجد نفسه يقول: لقد رآك الله!
فدهش الرجل وسأله: ماذا تعني؟ .. أنت مريض؟
فهتف به: اعترف بجريمتك يا قاتل!
ثم هرول إلى الزاوية فأغلقها على نفسه بالمفتاح والمزلاج، لبث في سجنه يومين كاملين لا يستجيب لأهله ولا لأحد من الناس.
وعند مغرب اليوم الثالث فاجأ أهل الحارة بظهوره في شرفة المئذنة، ولكن أي ظهور كان؟ تطلعت إليه الأبصار بذهول وراحوا يقولون: لا حول ولا قوة إلا بالله! - الرجل الطيب عار تماما. - يا شيخ أمل وحد الله!
ومضى يدور في الشرفة متبخترا ويغني بصوت متحشرج:
أما انت مش قد الهوى
بس تعشق ليه؟
Shafi da ba'a sani ba