ويدهش كل من يعلم بالخبر، معلقا عليه بأن سيدة لم تعد عروسا تسر الحبيب.
ويتم الزواج متوجا حياة منصهرة بالعذاب والإصرار والوفاء.
الحكاية رقم «32»
سنان شلبي يعمل في مطحن الغلال فيما يلي السبيل القديم، تلوح منه نظرة نحو النافذة في البيت القائم أمام المطحن، فيلمح وجها أسر فؤاده وسيطر على أقداره، يأسر فؤاده ويستحوذ على إرادته بقوة لم يكن يتصور وجودها بحال، وقال لنفسه: «لقد جننت يا سنان وما كان كان.»
والجميلة لا تغادر البيت فيما يعلم، ولكن أم سعد هي التي تتصدى للمعاملة والتسوق، وهي امرأة معروفة في الحارة، والعلاقة بين أم سعد والجميلة غامضة، عرضة لشتى الاحتمالات، فالأسرة لا تزور ولا تزار، فمن يكون سعد؟ أين هو؟ والمرأة أهي أم الجميلة؟ قريبتها؟ خادمتها؟ ثم تنتشر أقوال تسيء ولا تسر.
يقول سنان شلبي: أريدها، إني مجنون بها، بالحلال أو بالحرام أريدها، ولو دفعت حياتي الغالية ثمنا لها!
ويوثق سنان علاقته بأم سعد في ترددها الدوري على المطحن، ويلمح لها عن رغباته الخيالية، ولكنها تتجاهله وتشجعه في آن، فينفحها بالهدايا الصغيرة التي يطيقها من اللبان والحنتيت والسكر، وعند ذاك تقول له: الجوهرة غالية، وأنت رجل على قد حالك!
فيقبض الفقر قلبه ولكن الجنون يبسطه فيقول: ربنا يقدرنا.
ويدرك لتوه أن الجميلة تحترف الحب ولكن ذلك لا يثنيه عن سعيه؛ فإن جنون العشق يتسلط على إرادته بعنف ويأسره، فلا يترك له اختيارا أو مجالا للتردد.
وتقول له أم سعد: الأمر ليس يسيرا، يوجد حراس لا تراهم، وغاية ما أستطيعه أن أدلك على الطريق!
Shafi da ba'a sani ba