وإذا بها تهجره ذات يوم، فتغادر الحارة والوطن.
وتمضي الأعوام وبطريق الحموي أعزب لا يفكر في الزواج.
يقترح عليه إخوته أن يرد زوجته الأولى، فيقول ساخطا: هذا سخف! - هل تعتزم استرداد الثانية؟ - إنه الجنون نفسه.
ثم يقول برزانة وتأمل: لا بد من الزواج، وعاجلا أيضا، لم تضع التجربة هباء، فإني على الأقل الآن أعرف ما أريد!
الحكاية رقم «31»
من قصص الحب المؤثرة في حارتنا قصة سيدة كريم.
ينشأ حب عفيف مستور في خفاء بينها وبين إدريس القاضي ابن الجيران، رغم التكتم والحياء تفضحهما النظرات وأحوال العاشقين، ينشب خصام بين الشيخ كريم مدرس اللغة العربية وعم حسنين القاضي بياع الحلوى: أدب ابنك، ابني مؤدب، كلمة من هنا وكلمة من هنا، فيوشك الكلام أن يتحول إلى فعل، لولا تدخل أهل الخير، ولكن يستيقظ الرقباء وتحد الأعين فيعاني العاشقان في صمت وقهر، وعندما ينتهي إدريس من المرحلة الثانوية يقنع أباه بأن يخطب له سيدة، فيمضي الرجل على مضض إلى الشيخ كريم، طالبا يد ابنته، ولكن الشيخ يقول له بجفاء: ابنك تلميذ وبنتي لا يمكن أن تنتظره.
ثم يقول الشيخ لبعض خلصائه: كيف يطمع في مصاهرتي ذلك البياع الحقير؟!
ويتقدم ابن الحلال المناسب لطلب يد سيدة.
ولكن سيدة ترفضه! ليس الرفض بالأمر الهين ولا المألوف، إنه في الواقع ثورة غير متوقعة أذهلت الشيخ والجيران، وزلزلت الأسرة بالغضب والعنف والتأديب، ولكن سيدة تصر على الرفض، وتصارح أباها بأنها تمارس حقها الديني!
Shafi da ba'a sani ba