ويهرع الناس من البيوت إلى الحارة، يتابعون الأسرار الغامضة، لا يدرون عم تتمخض؟ ويتوقعون مزيدا من الإثارة المقلقة.
ويمضي الجو يتشرب بلون رمادي غامق، يزداد قتامة وتجهما، ويمضي بحر السواد يقطر نتفا سودا، تنتشر في الجو ثم تزحف هابطة في هدوء مخيف.
ويهجر الناس الحارة إلى الميدان، كذلك يفعل أهل الحارات المجاورة، ينشدون في الانطلاق والتجمع البشري ما يفتقدون من أمان.
وتنفذ إلى حواس الشم رائحة ترابية مثيرة للأعصاب، ويأخذ الكون في الاختفاء، وتتخايل الأشباح، ثم يغرق كل شيء في ظلام دامس.
وترتفع الأصوات المتهدجة: يا ألطاف الله! - ارحمنا يا رب العالمين!
وتشملنا ساعة من التوقع المتوتر لأي خطر داهم لم يجر لنا في خيال من قبل.
وتتلاحم الأيدي في الظلام لا تدري يد في أي يد توضع.
الحكاية رقم «59»
غنام أبو رابية له قصة طريفة.
من ناحية الأصل يعد من فقراء حارتنا، تفوق في المدرسة وعين بوزارة الداخلية، وترقى في درجاتها حتى شغل منصب المشرف المالي على الأموال السرية.
Shafi da ba'a sani ba