لذا فقد اتفقا على موعد يحضر فيه الثعلب لزيارة اللقلق، وعندما حان الوقت وجلسا إلى المائدة كان كل الغداء المعد لهما محصورا في وعاء له رقبة طويلة جدا، بحيث لم يتمكن الثعلب من أن يدس فيه أنفه، وكل ما أمكنه فعله هو أن يلعق الوعاء من الخارج. هنا قال اللقلق: «إنني لا أعتذر عن الغداء؛ دقة بدقة.»
الذئب والكركي
كان الذئب يلتهم حيوانا افترسه، إذ انحشرت في زوره فجأة قطعة صغيرة من العظم كانت في اللحم، ولم يتمكن من ابتلاعها، وأحس من فوره بألم رهيب في زوره، وجعل يعلو ويهبط، ويئن ويئن، ويبحث عن شيء يخفف عنه ألمه. حاول الذئب أن يحث كل من يقابله على أن ينزع قطعة العظم قائلا له: «سأمنحك أي شيء تريده إذا أنت أخرجتها.» وأخيرا وافق الكركي على أن يحاول، وطلب من الذئب أن يرقد على جنبه ويفتح فكيه كأوسع ما يستطيع، عندئذ أدخل الكركي رقبته الطويلة داخل زور الذئب، وجعل يخلص العظمة بمنقاره إلى أن تمكن في النهاية من إخراجها.
قال الكركي للذئب: «هل ستتكرم بأن تمنحني المكافأة التي وعدت بها؟»
ابتسم الذئب وكشر عن أنيابه
1
وقال: «كن قنوعا؛ لقد وضعت رأسك في فم ذئب وأخرجتها ثانية في أمان، ينبغي أن يكون ذلك مكافأة كافية لك.» ••• «العرفان والطمع لا يجتمعان.»
الديك واللؤلؤة
ذات يوم كان الديك يتبختر أعلى فناء المزرعة وأسفله بين الدجاج، إذ لمح شيئا يشع وسط القش، قال الديك: «هو هو، هذا لي.» وفي الحال انتزع هذا الشيء من تحت القش، فعن أي شيء تكشف في النهاية؟ لا شيء، مجرد لؤلؤة شاءت المصادفة أن تضيع في الفناء!
قال السيد ديك: «ربما تكونين ثروة بالنسبة للبشر الذين يقدرونك، ولكن بالنسبة لي فإن مجرد حبة قمح واحدة هي خير عندي من مكيال من اللآلئ.» ••• «إنما النفائس
Shafi da ba'a sani ba