Labaran Andersen Majmu'a Ta Farko
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Nau'ikan
لكن كان ذلك بالضبط ما حدث لها.
قالت إبرة الرفو حين وجدت نفسها في البالوعة: «إنني أرق من أن أعيش في هذا العالم. لكنني أعلم من أكون، وفي ذلك دائما القليل من التسرية!» هكذا حافظت إبرة الرفو على وقارها ولم تفقد أيا من حس دعابتها. ثم أخذ يطفو فوقها أنواع شتى من الأشياء؛ شظايا وقش وقصاصات من جرائد قديمة.
حدثت إبرة الرفو نفسها قائلة: «فلتنظري فقط كيف تطفو هناك. إنها لا تدري شيئا يذكر عما يقبع أسفلها، رغم أن هذا الشيء هو أنا، وأنا قابعة في ثبات هنا. انظري، ها هي شظية ماضية! إنها لا تفكر في أي شيء في الدنيا سوى نفسها؛ لا تفكر في أي شيء في العالم سوى شظية! وها هي قشة طافية؛ انظري كيف تلف وتدور. فلتفكري في شيء آخر غير نفسك وإلا اصطدمت بحجر بسهولة. وها هي قصاصة من جريدة تسبح في الماء. لقد نسي ما كتب فيها منذ زمن طويل، ورغم ذلك كم تتمدد وتختال! أما أنا فجالسة هنا في صبر وهدوء! فأنا أعلم قدري، وسوف أظل على وضعي دوما.»
ذات يوم ارتمى بجانبها شيء ذو بريق مذهل، فاعتقدت أنه لا بد أن يكون ماسة، إلا أنه لم يكن سوى شظية من زجاجة مكسورة. وبينما هي تلمع في وهج شديد، تحدثت إبرة الرفو إليها، إذ قدمت نفسها بصفتها دبوس زينة.
قالت إبرة الخياطة: «إنك ماسة على ما أعتقد.» «قطعا، أجل، شيء من هذا القبيل.»
هكذا اعتقدت كل منهما أن الأخرى حلية نادرة وثمينة من نوع ما؛ وشرعتا تتحدثان معا عن الدنيا وكم هي متعالية جدا عليهما.
قالت إبرة الرفو: «صحيح، لقد كنت أعيش في صندوق خاص بسيدة شابة، تصادف أنها كانت طاهية. وكان لديها في كل يد خمسة أصابع، ولم أر قط أي شيء أكثر غرورا وعجرفة منهم. إلا أنه لم يكن لديهم عمل سوى أن يخرجوني من الصندوق ويعيدوني إليه ثانية.»
سألتها شظية الزجاج: «هل كانوا كرام الأصل؟ هل كانوا براقين؟»
أجابت إبرة الخياطة: «بالطبع لا، لكنهم كانوا رغم ذلك متكبرين. كانوا خمسة إخوة؛ كلهم من عائلة الإصبع. وكانوا يقفون في غرور شديد جنبا إلى جنب، رغم أنهم كانوا ذوي أطوال مختلفة تماما. أبعدهم، وكان يسمى الإبهام، كان قصيرا وعريض البنية؛ وكان دائما يقف خارج الصف، أمام الآخرين قليلا؛ وكان لديه مفصل واحد فقط في ظهره، ولا يستطيع الانثناء إلا مرة واحدة؛ لكنه كان دائما ما يقول إنه في حال قطع لدى رجل من الرجال، فسوف يفصل ذلك الرجل من الخدمة العسكرية. أما السبابة، الإصبع الثاني، فقد كان يتقدم بنفسه في جميع المناسبات، ويغمس في الحلو والحامض، ويشير إلى الشمس والقمر، وحين تكتب الأصابع، كان هو من يضغط على القلم. أما الوسطى، ثالث الإخوة، فقد كان يستطيع أن يطل على رءوس الآخرين، وكان ذلك مصدر فخر له. والرابع، ويدعى الخنصر، كان يلف حول وسطه حزاما ذهبيا؛ أما الإصبع الصغير، الذي كانوا ينادونه بالبنصر، فلم يكن يفعل أي شيء على الإطلاق وكان فخورا بذلك، على ما أعتقد. هكذا لم يكن لديهم شاغل سوى الزهو، ولذلك السبب رحلت بعيدا عنهم.»
قالت شظية الزجاج: «وها نحن الآن جالستان معا نشع لمعانا.»
Shafi da ba'a sani ba