إنني أشتغل الآن بالكتابة مع أنني لا أزال في الثامنة عشرة من عمري، وليس في ذلك غرابة؛ لأن هذا هو أوان الاشتغال بالعلوم وتحصيلها. هل تسخر من جسارتي؟ كلا، إذا كان الميل إلى الصفح دليل النبوغ، فلا بد أن يكون نصيبك منه وافرا. أبعث إليك بفصلين من كتاب أؤلفه في تاريخ كورسيكا، والفصلان نموذج لبقية الفصول، فإذا راقك ما كتبت استمررت في العمل، وإلا ضربت عن الكتاب صفحا.
سلون، ص390، جزء 10
صحة الجسم وصحة النفس
وكتب إلى أمه سنة 1798:
ليس لي ملجأ سوى العمل، إنني لا ألبس ثيابي الرسمية إلا مرة في كل أسبوع، ولا أنام بعد أن نقهت من المرض إلا قليلا. وعادتي أني أدخل مخدعي في الساعة العاشرة وأنهض في الرابعة بعد نصف الليل، ولا آكل في اليوم إلا وجبة واحدة في الساعة الثالثة بعد الظهر، وهذا فيما أظن ينفع صحتي.
سلون، ص58، جزء 1
رأيه في الناس والحياة
وكتب إلى أخيه يوسف سنة 1792:
كل يسعى لنيل أغراضه ويستعمل الكذب والافتراء ليرتقي بها في مدارج التقدم، فحياة الناس قائمة على الدسائس الدنيئة، وإني أشفق على كل من قسم لهم أن يمثلوا دورا مهما في الحياة، لا سيما إذا كانوا لا يستطيعون أن يتغلبوا على آمالهم، ولا ريب عندي في أن التمتع بحب الأسرة والاكتفاء بدخل يسير لا يزيد عن 4000 أو 5000 فرنك خير ما يرمي إليه العاقل. وخير أيام الحياة هو ما كان بين الخامسة والعشرين والأربعين؛ أي عندما تهدأ نفس الرجل وتخمد نار الشباب، فلا يعاني ما يعانيه الفتى من الاشتعال والغليان.
أوصيك يا أخي بالاعتدال في كل شيء، إذا أردت أن تكون سعيدا في حياتك. «حياة نابوليون النفسية» تأليف أرثور ليفي، ص13، جزء1
Shafi da ba'a sani ba