أهل السلطة والعلم
لو كنت أود أن أستقل بالسلطة والنفوذ كما زعموا لعملت على إخفاء نور العلم عن الشعب، ولكنني في الواقع سعيت جهدي في نشر المعارف وإذاعتها بين الناس، ومع ذلك لم تتمتع النابتة الفرنسية بسائر الخيرات التي كنت أضمرها لها، فإن مشروع المدرسة الجامعة الذي وضعته كان فريدا في بابه، ولم يكن لدي أدنى ريب في جزيل نفعه وعظيم نتائجه لو مد في عهدي (قديسة هيلانة 1815).
لا كاس، ص251، جزء 1
غرس الحاضر
لله ما أعظم الجيل الذي ينشأ بعدي! إن هذا الجيل من غرس يدي وسوف ينتقم هؤلاء الناشئون لي إذا رأوا آثار أعمالي وسمعوا أعدائي يقدحون في (1815).
لا كاس
عدو عاقل
إن دين إنكلترا الوطني هو آفتها في مستقبلها، بل هو منشأ مصائبها؛ لأنها لا يمكنها أن تسد ثلمته إلا إذا ضربت على الشعب ضرائب فادحة، فلا تكاد ضرائب الأمة في وقت السلم تقل عنها في وقت الحرب، وهذا بلا ريب يؤدي إلى ارتفاع أثمان المآكل والمشارب وسائر أصناف المئونة. ونتيجة تلك الأزمة وقوع الأمة كلها في حضيض الشقاء، فيحدث حينئذ أحد أمرين، الأول: أن تزداد أجور العمال بحيث تعجز المتاجر والمصانع الإنكليزية عن مسابقة متاجر أوروبا ومصانعها، فتدور الدائرة على أرباب المصانع البريطانية، والأمر الثاني: أن تبقى أجور العمال كما هي فينتفع أصحاب المصانع ويعجز العامل عن الحصول على حاجاته الضرورية من مأكل ومشرب وملبس.
وإذا أضرت الضرائب بعيش الطبقة النازلة، كان ذلك مجلبة لسائر المصائب التي تهدد بها الأمة في حياتها.
فأهم شيء لإنكلترا هو الخلاص من الدين الذي ينخر عظامها، ويكون ذلك بجميع الوسائل الممكنة، كتقليل النفقات، وتوسيع دائرة التجارة مع ممالك العالم. وليعلم الإنكليز أن الطب يبيح قطع عضو من أعضاء البدن إذا كان في بقائه خطر على سائر الجسد، وتلك القاعدة تبيح لهم حبس الأرزاق التي يتقاضاها أهلها دون عمل يقابلها، وتقليل بعض مرتبات المستخدمين، وتدبير نفقات الجيوش البرية، وما شاكل ذلك. فإن عظمة إنكلترا السياسية في قوة أساطيلها، ولا دخل فيها لتلك الجيوش البرية الحقيرة التي بعثت بها أذنابا للجيوش النمسوية والروسية والبروسية في الحروب الأوروبية، ويجب على إنكلترا أيضا النظر في أمور أخرى كالمسائل المتعلقة بأملاك الكنيسة، ومسألة الملاك والفلاحين، وسياسة أيرلندا وعلاقتها بإنكلترا، ثم يجب عليها أن تفك القيود التي قيدت بها نحو ثلث سكانها لأجل معتقداتهم الدينية، وأن تمنح حق الانتخاب لمن يهتمون بالسياسة اهتماما حقيقيا؛ لأن نظام الانتخاب الحالي ظاهره يسر وباطنه يسوء ويضر، فهو في الواقع ينفع الأشراف والملك ويمنحهم كل سلطة، ويمتعهم بالنفوذ الشامل في مجلس الشورى، وكذلك أيرلاندا؛ فليس امتيازها السياسي بوجود نوابها في البرلمان الإنكليزي إلا امتيازا وهميا، فالبلاد في الواقع مغلوبة مقهورة، وكان الأولى لها أن تعامل معاملة البلاد المقهورة؛ لأن مثل تلك المعاملة كانت على الأقل تنقذها من ازدياد دينها العمومي بامتزاجه بدين إنكلترا.
Shafi da ba'a sani ba