| أجرى الأذى على أيديهم كي تكون ساكنا إليهم أن أراد أن يزعجك عن كل شيء حتى لا يشعلك عنه شيء إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده ، جعله لك عدوا ليحوشك به إليك وحرك عليك النفس لتديم اقبالك عليه ، من أثبت لنفسه تواضعا فهو المتكبر حقا إذ ليس التواصع إلا عن رفعة ، فمتى أثبت لنفسك تواضعا فأنت المتكبر ليس المتواضع الذي رأى أنه فوق ما صنع ، ولكن المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنه دون ما صنع التواضع الحقيقي هو ما كانا ناشئا عن شهود عظمته وتجلى صفته لا يخرجك عن الوصف إلا شهود الوصف المؤمن يشغله الشاغل لله عن أن يكون لنفسه شاكرا وتشغله حقوق الله عن أن يكون لنفسه شاكرا وتشغله حقوق الله عن أن يكون لحظوظه ذاكرا ليس المحب من يبذل لك ليس المحب من تبذل له لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين ، لا مسافة بينك وبينه حتى تطويها رحلك ولا قطيعة بينك وبينه حتى تمحوها وصلتك جعلك في العالم المتوسط بين ملكه وملكوته ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته وأنك جوهره تنطوي عليك أصداف مكوناته وسعك الكون من حيث جثما بيتك ولم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك الكائن في الكون ولم يفتح له ميادين الغيوب مسجون بمحيطاته ومحصور في هيكل ذاته ؛ أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون فإذا شهدته كانت الأكوان معك لا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية إنما مثل الخصوصية عدم وصف البشرية إنما مثل الخصوصية كإشراق شمس النهار ظهرت في الأفق وليست منه ، تارة تشرق شموس أوصافه على ليل وجودك وتارة يقبض ذلك عنك فيردك إلى حدودك فالنهار ليس منك إليك ، ولكنه وارد عليك دل بوجود آثاره على وجود أسمائه وبوجود أسمائه على ثبوت أوصافه وبوجود أوصافه ثم يرجعهم إلى التعلق بأسمائه ثم يردهم إلى شهود آثاره والسالكون على عكس هذا فنهاية السالكين بداية المجذوبين وبداية السالكين نهاية المجذوبين ( فإن ( 1 ) مراد السالكين شهود الأشياء لله ومراد المجذوبين شهود الأشياء لله ومراد المجذوبين شهود الأشياء بالله والسالكون عاملون على تحقيق الفناء والمحو والمجذوبون مسلوك بهم طريق البقاء والصحو ) لكن لا بمعنى واحد فربما التقيا في الطريق هذا في ثمرات الطاعات عاجلا بشائر العاملين بوجود الجزاء عليها آجلا كيف تطلب العوض على عمل هو متصدق به عليك أم كيف تطلب الجزاء على صدق هو مهديه إليك قوم مهديه إليك تسبق أنوارهم أذكارهم وقوم تسبق أذكارهم وقوم تتساوى أذكارهم وأنوارهم وقوم لا أذكار ولا أنوار نعوذ بالله من ذلك أنوارهم ذاكر ذكر ليستنير قلبه فكان ذاكرا وذاكر استنار قلبه فكان ذاكر والذي استوت أذكاره وأنواره فيذكر يهتدي وبنوره يقتدي ما كان ظاهر ذكر إلا عن باطن شهود وفكر أشهدك من قبل أن استشهدك فنطقت بالهيته الظواهر وتحققت بأحديته القلوب والسرائر أكرمك ثلاث كرامات جعلك ذاكرا له ولولا فضله لم تكن أهلا لجريان ذكره عليك وجعلك مذكورا به إذ حقق نسبته لديك وجلك مذكورا عنده ليتم نعمته عليك رب عمر اتسعت آماده وقلت امداده ورب عمر قليلة آماده كثيرة امداده من بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى مالا يدخل تحت دوائر العبارة ولا تلحقه الإشارة ؛ الخذلان كل الخذلان أن تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه وتقل عوائقك ثم لا ترحل إليه الفكرة سير القلب في ميادين الأغيار . الفكرة سراج القلب فإذا ذهبت فلا إضاءة له الفكرة فكرتان فكرة تصديق وإيمان وفكرة شهود وعيان فالأولى لأرباب الاعتبار والثانية لأرباب الشهود والاستبصار ( ومما كتب به إلى اخوانه ) أما بعد فإن البدايات مجلاة النهايات ، وإن من كانت بالله بدايته كانت إليه نهايته والمشتغل به هو الذي أحببته وسارعت إليه والمشتغل عنه هو المؤثر عليه فإن من أيقن أن الله يطلبه صدق الطلب إليه ومن علم أن الأمور بيد الله انجمع بالتوكل عليه وأنه لا بد لبناء هذا الوجود أن تنهدم دعائم وأن تسلب كرائمه فالعاقل من كان بما هو أبقى منه هو يفنى قد أشرق نوره وظهرت تباشيره فصرف عن هذه للدار
Shafi 288