| تبديه إلا وله قدر فيك يمضيه لا تترقب فروغ الأغيار فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذا الدار فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك من علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات من أشرقت بدايته أشرقت نهايته ما استودع في غيب السرائر ظهر في شهادة الظواهر شتان بين من يستدل به أو يستدل عليه به عرف الحق لأهله فأثبت الأمر من وجود أصله والاستدلال عليه من عدم الوصول إليه وإلا فمتى غاب حتى يستدل عليه ومتى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه لينفق ذو سعة من سعته الواصلون إليه ومن قدر عليه رزقه السائرون إليه اهتدى الراحلون إليه بأنوار التوجه والواصلون لهم أنوار المواجهة فالأولون للأنوار وهؤلاء الأنوار لهم لأنهم لله لا لشيء دونه قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك إلى ما حجب عنك عن الغيوب الحق ليس بمحجوب وإنما المحجوب أنت عن النظر إليه إذ لو حجبه شيء لستره ما حجبه ولو كان له ساتر لكان لوجود حاصرا وكل حاصر لشيء فهو له قاهر وهو القاهر فوق عباده أخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك لتكون لنداء الحق مجيبا ومن حضرته قريبا أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها ولأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه فأي علم لعالم يرضى عن نفسه وأي جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه شعاع البصيرة يشهدك قربه منك وعين البصيرة يشهدك عدمك لوجوده وحق البصيرة يشهدك وجوده لا عدمك ولا وجودك كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان لا تتعدنية همتك إلى غيره فالكريم لا تتخطاه الآمال لا ترفعن إلى غيره حاجة هو موردها عليك فكيف يرفع غيره ما كان هو له واضعا من لا يستطيع أن يرجع حاجة عن نفسه فكيف يستطيع أن يكون لها عن غيره رافعا أن لم تحسن ظنك به لأجل حسن وصفه فحسن ظنك به لوجود معاملته معك فهل عودك إلا حسنا وهل أسدي إليك إلا مننا العجب كل العجب ممن يهرب ممن لا انفكاك له عنه ويطلب مالا له معه فإنها لا تعمى الأبصار الآية لا ترحل من كون إلى كون فتكون كحمار الرحا يسير والمكان الذي ارتحل إليه هو الذي ارتحل منه ولكن ارحل من الأكوان إلى المكون وأن ربك المنتهى وانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه فافهم قوله عليه الصلاة والسلام ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه فافهم قوله عليه الصلاة والسلام وتأمل هذا الأمر إن كنت ذا فهم لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك ضجتك إلى من هو أسوأ حالا منك ما قل عمل برز من قلب زاهد ولا كثر عمل برز مت قلب راغب ، حسن الأعمال نتائج حسن الأحوال وحسن الأحوال من التحقق في مقامات الانزال لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه لأن غفلتك عن وجوده ذكره أشد من غفلتك في وجوده ذكره فعسى أين يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة ومن ذكر مع وجود يقظة ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى الذكر وما ذلك على الله بعزيزه من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات وترك الندم على ما فعلته من وجود الزلات لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله تعالى فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه لا صغيرة إذا قابلك عدله ولا كبيرة إذا واجهت فضله لا عمل أرجى للقلوب من عمل يغيب عنك شهوده ويحتقر عندك وجوده إنما أورد عليك الوارد لتكون به عليه واردا
Shafi 283