Hijira da Wasiyya
الهجرة والوصية
Nau'ikan
فتفهموا يابني وفقكم الله في هذه الآيات ما ذكر الله سبحانه من هذه الأعمال الصالحات التي ورثهم بها الفردوس، وهي ستة أعمال من الحسنات، فقد كفاكم الله الدلالة على النجاة بها إن فعلتموها نجوتم وفزتم بجميع الخيرات، وما ذكر الله به الصلاة من فضلها فهو في آيات لا نحصيها من القرآن، ولا نأتي هاهنا على ذكرها كلها.
وذكر يابني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يرغب في كثرة الركوع والسجود لله ويدعو إليه، ويقول:((الصلاة خير موضوع فمن شاء استكثر ومن شاء أقل))([46]).
وذكر أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يكثر من نوافل الصلاة ليلا ونهارا، ويقول: عليه السلام: (( جعلت قرة عيني في الصلاة)).
وذكر عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه: كان من كثرة صلاته ونوافله ليلا ونهارا يصلي حتى ورمت قدماه، فقيل يا نبي الله ما يحملك على هذا وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال عليه السلام: (( أفلا أكون عبدا شكورا)) ([47]).
فالصلاة يابني الصلاة الصلاة فإن فيها فرج غموم قلوبكم، وأنس وحشتكم، ورضوان ربكم، فلا تغفلوا ما بقيتم عنها، واستكثروا ما استطعتم منها، فقد ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان لكثرة رغبته فيها، يكثر الصلاة في ليله ونهاره كثيرا، وأنه كان يلزم ذلك مقيما ومسافرا، حتى أنه كان ليصلي نوافله على ظهر دابته يركع ويسجد، ويكبر ويتشهد حيث توجهت الدابة.
Shafi 109