38 - أنبأني أبو عبد الرحمن محمد بن أبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيبي المروزي، ثنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني، أنا أبو الفوارس عمر بن المبارك بن عمر الخرقي، أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصواف، ثنا بشر بن موسى، أنا أبو زكريا يعني السيليحيني، أنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، أن خصمين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لأحدهما، فقال له المقضي عليه: ردنا إلى عمر، فقال (ق56ب) لهما النبي صلى الله عليه وسلم: اذهبا إلى عمر، فلقيا عمر رضي الله عنه، فقال المقضي له: إنما أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى لي وعلى هذا، وقال له هذا: ردنا إلى عمر، فردنا إليك، فقال له: أهكذا كان، قال: نعم، قال: فأجلسا حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما، قال: فدخل وخرج وقد اشتمل على سيفه قال: فضربه حتى قتله وغدا الآخر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، قتل والله عمر صاحبي، فلولا ماسبقت لقتلني، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما كنت أرى أن عمر يجتريء على قتل مؤمن فنزلت هذه الآية {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}.
قال: فبرأ الله عز وجل عمر من دم هذا، إن عمر لم يقتل مؤمنا في الإسلام كذا في هذه الرواية سبب نزول هذه الآية، والصحيح ما في الصحيحين عن عبد الله بن الزبير أنها نزلت في خصومه جرت بين الزبير بن العوام وبين آخر في شراج حرة، وإلى النبي صلى الله عليه وسلم قضى الزبير، وكرهه الآخر، فنزلت هذه الآية.
Shafi 39