الحديث السابع عشر: في نزول آية: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} على وفق قول عمر رضي الله عنه:
20 - أخبرنا عمر بن عبد الله الأرغياني أبو العباس، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، أنا عبد الرحمن بن حمدان العدل، أنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد اله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو نوح قراد، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا سماك الحنفي أبو زميل، حدثني ابن عباس، حدثني عمر بن الخطاب، قال: لما كان يوم بدر، [قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاث مئة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال: اللهم أين ما وعدتني؟ اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، فلا تعبد في الأرض أبدا، قال: فما زال يستغيث ربه عز وجل، ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه، ثم قال: يا نبي الله، كذاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، وأنزل الله عز وجل: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} فلما كان يومئذ]، والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين، فقتل منهم سبعون رجلا، [وأسر منهم سبعون رجلا]، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعليا فقال أبو بكر يا نبي الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: [قلت:] والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكني أرى (ق51ب) [أن تمكنني من فلان، قريبا لعمر، فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب] عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت، فأخذ منهم الفداء، فلما أن كان من الغد، قال عمر غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو قاعد وأبو بكر وإذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، [قال:] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبكي للذي عرض علي أصحابك من الفداء، لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة، لشجرة قريبة، وأنزل الله عز وجل: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض}، إلى قوله: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم} من الفداء {عذاب عظيم}.
رواه مسلم في الصحيح، عن هناد بن السري، عن ابن المبارك، عن عكرمة بن عمار، وقال: ابن عمر: استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأساري أبا بكر، فقال: قومك وعشيرتك خل سبيلهم، فاستشار عمر فقال اقتلهم، ففادا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} إلى قوله تعالى: {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} فقال: فلقي النبي صلى الله عليه وسلم عمر فقال: كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء.
Shafi 20