الحديث الخامس عشر: في نزول قوله تعالى: {قل من كان عدوا لجبريل} على وفق قول عمر رضي الله عنه:
18 - أخبرنا الموفق بن سعيد، أنا أبوعلي الصفار، أنبأ أبو سعد النصروي، أنا أبن زياد السمذي، أنا ابن شيرويه، وأحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا يحيى بن آدم، ثنا الحسين بن عياش، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: نزل عمر الروحاء فرآني ناسا يبتدرون أحجارا فقال: ما هذا؟ فقالوا: يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى هذه الأحجار، قال: سبحان الله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا راكبا، مر بوادي فحضرت الصلاة فصلى ثم حدث، فقال: إني كنت أغشى اليهود يوم دراستهم قالوا: ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك، لأنك تأتينا، قلت: وما ذاك إلا أني أعجب من كتب الله كيف يصدق بعضها (ق50ب) بعضا كيف تصدق التوراة الفرقان، والفرقان التوراة، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، وأنا أكلمهم، فقلت أنشدكم بالله، وما تقرءون من كتابكم إنكم تعلمون أنه رسول الله، فقالوا: نعم، فقلت: هلكتم والله، تعلمون أنه رسول الله ثم لا تتبعونه، فقالوا: لم نهلك، ولكن سألناه من يأتيه بنبوته، فقال: عدونا جبريل لأنه ينزل بالغلظة والشدة، والحرب والهلاك، ونحو هذا قلت فمن سلمكم من الملائكة قالوا: ميكائيل ينزل بالقطر والرحمة، وكذا قلت وكيف ينزل بهما من ربهما؟، قالوا: أحدهما عن يمينه، والآخر من الجانب الآخر، قال: فإنه لا يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل، ولا يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل، وإني أشهد أنهما وربهما سلم لمن سالموا، وحرب لمن حاربوا، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم , وأنا أريد أن أخبره فلما لقيته، قال: ألا أخبرك بآيات أنزلت علي؟ قلت: بلى يا رسول الله فقرأ: {قل من كان عدوا لجبريل} حتى بلغ {للكافرين} قلت: يا رسول الله، والله ما قمت من عند اليهود إلا إليك لأخبرك بما قالوا لي، وقلت لهم، فوجدت الله قد سبقني، قال عمر: فلقد رأيتني وأنا أشد في الله من الحجر.
Shafi 18