230

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

قال أبو طالب رضي الله عنه: وحدثني رحمه الله بحكاية قال في آخرها: كنا عند علي بن موسى القمي، فذكر له خروج علوي باليمن يدعي الإمامة فقال: أحسني أم حسيني؟ فقيل: بل حسني، ويقال أن له دون أربعين سنة.

فقال: هو ذاك الفتى مرتين.

فقلنا: من هو؟

فقال: كنا في مجلس أبي خازم القاضي يوم جمعة، فدخل شاب له رواء ومنظر، فأخذته العيون فمكنوه، فجلس في غمار الناس، فما جرت مسألة إلا خاض فيها، وذكر ما يختار منها، ويحتج ويناظر، فجعلوا يعتذرون إليه من التقصير؛ ثم أسرع النهوض فقيل لأبي خازم: هذا رجل من أهل الشرف من ولد الحسن بن علي.

فقال الناس: قد علمنا إنما خالط قلوبنا من هيبته لمنزلته، فاجتهدنا أن نعرف مكانه، وسألنا عنه فلم نقدر عليه.

فلما كانت الجمعة الثانية اجتمع الناس وكثروا شوقا إلى كلامه، ورجاء أن يعاودهم فلم يحضر، فعرفنا حاله، فإذا ذلك لخوف داخله من السلطان، فكان أبو خازم يقول: إن يكن في هؤلاء أحد يكون منه أمر فهذا؛ ثم عاودنا علي بن موسى فقال: ألم أقل إن العلوي هو ذاك الفتى، قد استعلمت فإذا هو ذاك بعينه.

وروى السيد أبو طالب عليه السلام عن بعضهم أنهم كانوا مع الناصر رضي الله عنه بالجيل قبل خروجه، فنعي إليه يحيى بن الحسين فبكى بنحيب ونشيج، وقال: (اليوم انهد ركن الإسلام).

فقلت: ترى أنهما تلاقيا لما قدم يحيى بن الحسين عليه السلام طبرستان، قال: لا.

Shafi 274