Hidayat Hayara
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
Editsa
محمد أحمد الحاج
Mai Buga Littafi
دار القلم- دار الشامية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤١٦هـ - ١٩٩٦م
Inda aka buga
جدة - السعودية
Nau'ikan
Aƙida da Mazhabobi
بِدِمَشْقَ، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ مَلَكَيْنِ، يَرَاهُ النَّاسُ عِيَانًا بِأَبْصَارِهِمْ نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ، فَيَحْكُمُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَيُنْفِذُ مَا أَضَاعَهُ الظَّلَمَةُ وَالْفَجَرَةُ وَالْخَوَنَةُ مِنْ دِينِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَيُحْيِي مَا أَمَاتُوهُ، وَتَعُودُ الْمِلَلُ كُلُّهَا فِي زَمَانِهِ مِلَّةً وَاحِدَةً، وَهِيَ مِلَّتُهُ وَمِلَّةُ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ وَمِلَّةُ أَبِيهِمَا إِبْرَاهِيمَ وَمِلَّةُ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ، وَهِيَ الْإِسْلَامُ الَّذِي مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَهُ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ. وَقَدْ حَمَّلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْ أُمَّتِهِ السَّلَامَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُقْرِئَهُ إِيَّاهُ مِنْهُ، فَأَخْبَرَ عَنْ مَوْضِعِ نُزُولِهِ بِأَيِّ بَلَدٍ وَبِأَيِّ مَكَانٍ مِنْهُ، وَبِحَالِهِ وَقْتَ نُزُولِهِ، وَبِلُبْسِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ مُمَصَّرَتَانِ أَيْ ثَوْبَانِ وَأَخْبَرَ بِمَا يَفْعَلُ عِنْدَ نُزُولِهِ مُفَصَّلًا حَتَّى كَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ يُشَاهِدُونَهُ عِيَانًا قَبْلَ أَنْ يَرَوْهُ. وَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ الْغُيُوبِ الَّتِي أَخْبَرَ بِهَا، فَوَقَعَتْ مُطَابِقَةً لِخَبَرِهِ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ.
فَهَذَا مُنْتَظَرُ الْمُسْلِمِينَ، لَا مُنْتَظَرَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ، وَلَا مُنْتَظَرَ إِخْوَانِهِمْ مِنَ الرَّوَافِضِ الْمَارِقِينَ، وَسَوْفَ يَعْلَمُ الْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ إِذَا جَاءَ مُنْتَظَرُ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ لَيْسَ بِابْنِ يُوسُفَ النَّجَّارِ، وَلَا هُوَ وَلَدُ (زِنْيَةٍ)، وَلَا كَانَ طَبِيبًا حَاذِقًا مَاهِرًا فِي صِنَاعَتِهِ اسْتَوْلَى عَلَى الْعُقُولِ بِصِنَاعَتِهِ، وَلَا كَانَ سَاحِرًا مُمَخْرِقًا، وَلَا مُكِّنُوا مِنْ صَلْبِهِ وَتَسْمِيرِهِ وَصَفْعِهِ وَقَتْلِهِ، بَلْ كَانُوا أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ. وَيَعْلَمُ الضَّالُّونَ أَنَّهُ ابْنُ الْبَشَرِ، وَأَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِإِلَهٍ وَلَا ابْنِ إِلَهٍ، وَأَنَّهُ (مُبَشِّرٌ) بَشَّرَ بِنُبُوَّةِ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ ﷺ أَوَّلًا، وَحَكَمَ بِشَرِيعَتِهِ
2 / 425