كانت المعاني الكلية الواقعية متناهية.
هذا ولنا الجواب (1) بأن الألفاظ أيضا غير متناهية ، فإن توهم تناهي الألفاظ المركبة نشأ من توهم كون التركيب خارجيا وليس كذلك ، بل التركيب فرضي ، فكل ما فرض كلمة إذا غيرنا حرفا أو حركة منه أو زدنا عليه حرفا تتحصل كلمة أخرى غيرها.
ومجرد كون الحروف التي تتركب منها الكلمات متناهية لا يوجب تناهي ما يتركب منها ، كما أن تناهي أصول الأعداد لا يوجب تناهي الأعداد.
واستدل القائل بالامتناع بأن الغرض من الوضع التفهيم
نعم الألفاظ المهملة وغير المستعملة غير محدودة وذلك لا يضر.
فتحصل أن الأعداد والكلمات وإن كانت غير محدودة ثبوتا وفرضا ولكن الممكن الاستعمال منها محدودة ، هذا أولا.
وثانيا : لو سلم عدم تناهي الألفاظ الممكنة الاستعمال لما احتيج إلى وضع كلها ، فإن بني آدم من أول الخلقة إلى الآن يضعون الألفاظ بقدر احتياجهم لا أكثر وإن كان وضعه واستعماله ممكنا.
ويشهد على ذلك أي الوضع على حسب الاحتياج لا أكثر أن المهملات في كل كلمة أكثر من مستعملها ، نحو : بقر ، وهو مستعمل ، وأما بقية المحتملات نحو : بقر وبقر وبقر وهكذا ، فهي مهملة ، وهذا يكشف عن أن الوضع إنما هو بحسب الاحتياج. (م).
Shafi 118