إن لبنان محتاج إلى المخلصين له، وما أقلهم!
مسكين لبنان، فأقصى أمانينا، أن نبني لنا بيتا في لبنان، لا أن نبني من لبنان بيتا في العالم. وإذا ظل اللبناني يفكر ببناء بيت سكنه قبل كيان وطنه، وفي توطيد أسرته قبل أمته، فسوف يبقى لبنان حيث هو وكما هو، نأكل خبزه ولا نضرب بسيفه.
فوضى النياشين
إذا رجعنا إلى الوراء حوالي قرن، إلى سنة 1861 قرأنا فرمانا سلطانيا أذيع على الشعب اللبناني، وفيه يمتن السلطان على اللبنانيين بأنه عين لهم متصرفا، وزيره الخطير، داود باشا حامل وسام (مجيدتي الرابع) المجيدي الرابع. ومنذ نصف قرن لا أكثر كان الموسومون في لبنان يعدون على أصابع اليدين.
ففي ذلك الزمان كانوا يقيمون الولائم والأفراح عندما يمنح أحدهم وساما، وفي التقليد العامي الزجلي: إن وجيها منح وساما، طبعا من آخر درجة، فأقيمت له الحفلات الصارخة، فغناه قوال مشهور بهذين البيتين:
بيلبقلك يا خواجا يو
طراحة فوق الفرا
من سطمبول جابولك هو
وببعدا حطولك ياه
وقد رخم الشاعر كلمتي يوسف والفراش لتصاقب القافية.
Shafi da ba'a sani ba